لم يكن مسلسل جعفر العمدة، المسلسل الأكثر جماهيرية، مجرد عمل درامي أمتع المشاهدين طوال شهر رمضان المبارك، بل كان سببًا في طرح قضية مجتمعية مهمة، يتكاتف حولها الشعب المصري أجمع، حينما فكر مجموعة من الأشخاص في استغلال فكرة بحث جعفر العمدة عن ابنه المفقود منذ 19 سنة، في إطلاق حملة «حنين».
بداية حملة «حنين»
منذ ما يقرب من عامين، بدأ مجموعة من الشباب في تدشين مبادرة أطلقوا عليها اسم «حنين» لمساعدة الأطفال المفقودة في الرجوع لأهلهم، والاستعدات الأولية لها، لكن لم يكن حان الوقت المناسب من وجهة نظرهم لإطلاق الحملة، حتى عُرض مسلسل جعفر العمدة، الذي يقوم ببطولته الفنان محمد رمضان، وصراعاته المستمرة حتى يعثر على ابنه المفقود.
مسلسل جعفر العمدة، خلق حالة مبهجة في نفوس الشعب المصري، ومحاولة الجمهور في مساعدة «جعفر» في رجوع ابنه، «لقينا كل الشعب المصري متأثر بالمسلسل وهما عارفين أن دا مجرد عمل درامي، ونفسهم يساعدوا أن سيف يرجع لأهله وأما يرجع ممكن يقيموا المحافل من كتر تعلقهم بيه» حسب تعبير المهندس محمد حمام، خلال حديثه مع «».
استغلال المشاعر الدرامية لتحويلها على أرض الواقع
«إحنا قولنا ما نيجي نحول المشاعر الدرامية اللي عند الجمهور إلى مشاعر حقيقية إلى أرض الواقع» هكذا عبَّر «حمام»، موضحا أنه وأصدقاءه الدكتورة تيسير الأمير والأستاذة هبة حمام، قرروا أن تكون بداية إطلاق حملة «حنين» بعد مشاهدة المسلسل، حتى يستطيعوا لمس مشاعر الناس.
«حنين» هو الاسم الذي أطلقه «حمام» على الحملة حتى تعبِّر عن مدى صدق ومشاعر الأهل عند عودة أطفالهم المفقودة، «اسم الحملة جاية من مشاعر وحنين واشتياق الأهل لأطفالهم المفقودة»، وذلك تحت شعار «يلا نكمل لمتهم»، تعبِّر عن جمع الأهل بأطفالهم.
حالة من الانبهار والبهجة، سيطرت على أصحاب حملة «حنين» بعد ردود الفعل على الحملة، ودعم فئات المجتمع لها، وكان أبرزهم ضباط شرطة وأبطال مسلسل جعفر العمدة، «تلقيت مكالمات كتير من ضباط شرطة وبعض أبطال المسلسل لدعم الحملة» وفق ما رواه «حمام».
خطوات حملة «حنين»
الإجراءات القانونية، هي الخطوة الأولى التي بدأ بها فريق حملة «حنين»، حتى يستطيعوا عمل تحاليل DNA، للأطفال المفقودة والأسر، وذلك بعد أن تسجل البيانات على نظام يعمل بالذكاء الاصطناعي، حتى يطابق نتائج تحاليل الأطفال مع تحليل الأسرالحقيقة.
«احنا مانعين التبرعات تماما لأن مش هدفنا أصلا التبرعات وثانيًا عايزين الشخص اللي بيتكفل بالطفل في عمل التحاليل يعيش معانا الحالة نت الأول، وأول ما الطفل يوصل لأهلة يكون هو أول شخص حاضر عشان يشوف فرحتهم ازاي ويحس بالعمل بتاعه» حسب تعبير المهندس محمد حمام، مشيرًا إلى أن أول إجراء تحاليل سيتم لما يقرب من 100 حالة في نفس الوقت.