لعب التطور التكنولوجي دورا كبيرا في مختلف مجالات الحياة، ولم تكن الترجمة بعيدة عن تلك الطفرات التكنولوجية المتلاحقة، إذ أثرت بالفعل على تلك العملية، سواء من الناحية التحريرية أو الشفهية، ما يؤدي إلى إتاحة فرصٍ جديدة، وفرض تحدياتٍ كُبرى على العاملين في هذا المجال.
وفي اليوم الدولي للترجمة، الذي يوافق اليوم 30 من سبتمبر، لخص الدكتور محمد عامر، المترجم الفوري، أهم التأثيرات الإيجابية والسلبية للذكاء الاصطناعي على صناعة الترجمة.
الذكاء الاصطناعي يساعد المترجمين
يقول عامر، في تصريح لـ«»، إن العاملين في مجال الترجمة والمهتمون به، يجب أن يدركوا مدى الكفاءة والسرعة التي توفرها الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، خاصة الترجمة الآلية، من خلال تحسين السرعة التي يمكن بها إكمال الترجمات، وكذلك مدى فعالية الترجمة الآلية في إخراج نصوص مُستساغة إلى حد كبير، على عكس المترجمين البشريين، إذ يمكن للذكاء الاصطناعي ترجمة كميات هائلة من النصوص على الفور تقريبًا، رغم أنها لا تكون مثالية على الإطلاق.
المترجم الفوري يؤكد أن الذكاء الاصطناعي جعل خدمات الترجمة التحريرية والشفهية أيسر وأسرع، حيث أصبحت تطبيقات الترجمة وأجهزة الترجمة المحمولة مُتاحة على نطاقٍ واسع، ما يسمح للمستخدمين العاديين بالوصول إلى خدمات الترجمة، التي كانت مكلفة أو بعيدة المنال في السابق.
تحديات تواجه المحترفين في صناعة الترجمة
أشار عامر، إلى أنه على الرغم من المزايا التي جلبها الذكاء الاصطناعي في عالم الترجمة، فإنه يفرض أيضًا تحديات على المحترفين في صناعة الترجمة، موضحا أنه مع تحسن الترجمة الآلية، يخشى البعض استبدال الروبوتات بالمترجمين والمترجمين الفوريين من البشر، ومع ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي غير قادر تمامًا على التعامل مع الفروق الدقيقة والسياقات الثقافية والذاتية في اللغة، ما يعني أن الخبرة البشرية تظل لا تُقدر بثمن، خاصة للترجمات الحساسة أو عالية المخاطر، مثل الخطابات التليفزيونية لرؤساء الدول.
ويؤكد عامر، أن دور المترجم البشري بالغ الأهمية، خاصة في المجالات التي تتطلب الحفاظ على السياق الثقافي والفهم الدقيق، وبناءاً على ذلك من الأفضل النظر إلى الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا على أنهما مكملان للمترجمين البشريين، ما يسمح لهما بالتركيز على ترجمات من لغات أكثر تعقيدًا وأعلى قيمة، في الوقت الذي يتعامل الذكاء الاصطناعي مع ترجمات أبسط وأيسر.