يكشف العلم كل يوم حقائق جديدة، تساهم فى تغيير شكل البشرية وخبراتها المحدودة، من الحقائق التي صارت بحاجة إلى إعادة مراجعة، منها الوقت المخصص لبدء الدراسة للمراهقين، إذ كشفت دراسة حديثة، أن تأخير موعد بدء اليوم الدراسي لمدة ساعة، يساهم في تحسين الصحة النفسية والعاطفية لدى المراهقين.
وبحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، فإن الدراسة التي تم إجراؤها في الجامعة الفيدرالية في مدينة فوز دو إيجواسو، والجامعة الفيدرالية في مدينة «رياليزا» بالبرازيل، قد أوضحت أن زيادة مدة النوم بالنسبة للمراهقين، يساهم في تحسين الحالة المزاجية، واقترحت تأخير موعد بدء اليوم الدراسي ساعة كاملة.
التغيرات البيولوجية للمراهقين السبب
قال الباحثون، إن الساعة الداخلية لجسم الإنسان تتغير خلال فترة المراهقة، وأحيانا تجعل جسم المراهق غير قادر على الاستيقاظ مبكرا في الصباح، وهو عكس ما يحدث قبل مرحلة البلوغ حيث يصبح الإنسان بمقدوره النوم مبكرا عند الساعة 8 مساء، بينما بمجرد أن يدخل مرحلة البلوغ يصبح نومه مبكرا أصعب، وقد يصل إلى الساعة 11 مساء دون نوم.
الدراسة التى نشرت فى مجلة sleep health، كان لها تأثير على المجتمع البريطانى، إذ ظهرت أصواتا تنادي بضرورة تأخير موعد بدء اليوم الدراسى، لكن للمفارقة رفضت وزارة التعليم هناك، تنفيذه.
تأخير الدراسة يحسن نتائج الامتحانات
اعتمدت الباحثون على دراسة حالة 48 طالبا في مدارس ثانوية بالبرازيل، وكان يطلب منهم ارتداء سوار على المعصم، يقوم بتسجيل دورة النوم والاستيقاظ، وبعد تحليل البيانات التي جمعها، تبين أن الطلاب كان لديهم مستويات أقل في التعب والتوتر والارتباك والغضب، بل والإصابة بالاكتئاب، إذا حصلوا على قدر مناسب من النوم بتأخير موعد اليوم الدراسي، وبالتالي أصبحوا أقل في ارتكاب المشاكسات والمشكلات.
ولا تعد هذه الدراسة هي الأولى من نوعها، فهناك دراسة أخرى، أجريت عام 2011، على مراهقين في القوات الجوية الأمريكية، كشفت أن بدء الدراسة عند الساعة 8 و50 دقيقة، مقارنة بالساعة 7 صباحا، كان له تأثيرا إيجابيا على نتائج اختباراتهم النهائية.