قطعة الصابون تستخدمها يوميا ربما لا تعلم أنها واحدة من أقدم المنتجات الاستهلاكية التي تستخدمها؛ إذ سبق وكشفت الحفريات في بابل القديمة عن أدلة على أن البابليين «العراقيين» كانوا يصنعون الصابون.
وقد يرجع تاريخ أول دليل ملموس على مادة تشبه الصابون إلى نحو 2800 قبل الميلاد، وكان أول صانعي الصابون من البابليين وبلاد ما بين النهرين والمصريين بالإضافة إلى الإغريق والرومان القدماء؛ فكل منهم يصنع الصابون بخلط الدهون والزيوت والأملاح، ولم يتم صنع الصابون واستخدامه للاستحمام والنظافة الشخصية، بل تم إنتاجه لتنظيف أواني الطهي أو لأغراض طبية.
استخدام الصابون قديما
وكان البابليون أول من أتقن فن صناعة الصابون، والتي كانت مكونة من الدهون المغلية بالرماد؛ إذ استخدم الصابون في تنظيف الصوف والقطن المستخدم في صناعة المنسوجات وكان يستخدم طبيًا لمدة 5000 عام على الأقل، بحسب ما ذكره موقع مجلة «تايمز» الأمريكي.
وكشفت بردية «إيبرس» المصري أن المصريين القدماء خلطوا الزيوت الحيوانية والنباتية مع الأملاح القلوية لإنتاج مادة تشبه الصابون، وذلك عام 1550 قبل الميلاد، فيما كشف المؤرخ بلينيوس الأكبر، أن الفينيقيين استخدموا شحم الماعز ورماد الخشب لصنع الصابون في 600 قبل الميلاد.
استخدام الصابون حديثا
والصابون حصل على اسمه من جبل سابو في روما، وظهرت كلمة sapo، اللاتينية التي تعني الصابون، بحسب ما جاء في كتاب المؤرخ بلينيوس الأكبر، مشيرا إلى أن صُنع البابليون أول صابون حوالي، وتلك كانت الإشارات المبكرة إلى صناعة الصابون لاستخدامه في صناعة النسيج والطب.
وفي البدايات الأولى لصناعة الصابون، كانت عبارة عن تقنية تستخدمها مجموعات صغيرة من صانعي الصابون، ووقتها سعره كان باهظا لكن مع الوقت انخفض سعر الصابون بشكل كبير في عام 1791 عندما اكتشف رجل فرنسي يدعى LeBlanc عملية كيميائية سمحت ببيع الصابون مقابل أموال أقل بكثير.
وبعد أكثر من 20 عامًا، حدد فرنسي آخر العلاقات بين الجلسرين والدهون والحمض، وهو ما يمثل بداية صناعة الصابون الحديثة.