| «تامر» يتحدى الأمطار ويواصل عمله على «عربة الفول»: ربنا ساترها معانا

على عربة فول تغطيها شمسية قماشية لا تمنع عنها هطول الأمطار، يقف الشاب الثلاثيني «تامر»، ابن محافظة الجيزة، محاولًا التغلب على لفحات الهواء الباردة والأمطار المتساقطة عليه، ليقدم أطباق الفول لزبائنه الذين بالكاد يبلغ عددهم واحد أو اثنين، لكنه يطلب رزقه بنفس راضية وقلب واثق في رحمة الله.

تامر عادل، 36 سنة، يعيش في أحد شوارع حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، ويقف بعربته الخشبية يقدم أطباق الفول للزبائن في أحد شوارع حي الدقي طالبًا رزقه من الله مُحاولًا التأقلم مع هطول الأمطار الغزيرة عليه، والذي راح يحكي في حديثه لـ«»، أنه لديه 3 أبناء أكبرهم «محمد» صاحب الـ16 عامًا: «محمد ابني بيشتغل معايا بس النهاردة عنده امتحان».

«تامر» يرفض ترك عمله رغم الأمطار الغزيرة 

الثالثة فجرًا هي موعد استيقاظ «تامر» من نومه، ليصلي الفجر ومن ثم يبدأ في إعداد لوازم عمله من تجهيز العجينة والفول والخضروات، على أن يخرج إلى عمله في الرابعة فجرًا، ورغم أن هذا اليوم شهد انخفاضا في درجات الحرارة وسقوط أمطار غزيرة، إلا أنه لم يستطع التكاسل عن عمله أو حتى تأخير موعد نزوله: «ربنا ساترها معانا.. المطرة أثرت على عدد الزباين بس مش همشي هفضل مستني رزقي من ربنا»، مُضيفًا أنه لديه التزامات ويحتاج شهريًا ما يقرب من 850 جنيهًا كإيجار للشقة وفواتير المياه والكهرباء.

معاناة الطفل «محمود» على عربة الفول

لم يتكبد «تامر» المعاناة في الأمطار وحده على عربة الفول، إذ يشاركة الطفل محمود حسن، صاحب الـ 12 عامًا، والذي رغم صغر سنه إلا أنه يتمتع بنشاط شديد وقدرة على تحمل المسؤولية تمكنه من الاستيقاظ كل يوم في الثالثة فجرًا: «أمي بتصحيني أفطر وبعدها أروح أطلَّع العدة مع المعلم تامر ونبدأ شغل»، مُضيفًا أنه لا تجمعه صلة قرابة مع «تامر»، وأنه يحتاج للعمل لمساعدة والده في التكفل بمصاريف الأسرة.