ملأت الشوادر والمحلات، وتخطفتها الأيدي قبل الموسم بأسبوعين، وبمرور الوقت قل الإقبال والتدافع، وتراجعت المبيعات، حتى حلت ذكرى المولد النبوي، وبقيت «بواقي الحلاوة» على الأرفف تبحث عن زبون، وفكّر التجار في حلول لتسويقها أو التخلُّص منها.
يحكي حمادة الشرقاوى، صاحب مصنع حلوى، كيف يتغلب على مشكلة فائض حلويات المولد، فبعد انتهاء موسم المولد النبوي يقل الإقبال، ما يؤدي إلى إهدار كميات كبيرة منها، ويحاول أصحاب المصانع الخروج من المأزق بأقل الخسائر، بتحويله إلى مصدر رزق لآخرين: «الفائض ممكن يسبب خسارة كبيرة صاحب المصنع مايقدرش عليها، لأن دي تعتبر مرتجعات، وبنسيطر على الموضوع من خلال بيع كميات كبيرة من الفائض بنصف أو ربع تمنها لبعض العاملين في مثل هذه الأمور، لأن فائض الحلويات بيكون كميات ضخمة، وده هيسبب خسارة كبيرة».
سر احتفاظ حلوى المولد بجودتها وطعمها
تُصنع حلوى المولد بطريقة دقيقة ودرجة حرارة معينة، حتى تتحقق شروط التخزين الصحيحة والمطابقة للمواصفات الصحية، بحسب «الشرقاوي»، ومع التغليف الجيد، يمكن بيعها بعد انتهاء المناسبة المقدسة، لأنها تكون محتفظة بنفس الطعم والجودة: «بواقي الحلاوة بتتباع في الموالد، خاصة السيد البدوي في الغربية، بسعر رخيص جداً، وفيه ناس بتشتريها مجاناً وتوزعها في المناسبات الدينية لأن فترة تخزينها كبيرة».
حلوى المولد من داخل محلات باب البحر
داخل أحد محلات باب البحر برمسيس، يقف أحمد حمدي، ذو الثلاثين عاماً، ليستقبل زبائن المولد: «لو واحد معاه 100 جنيه هيقدر يشكل علبة كويسة خاصة مع الأصناف الجديدة اللي دخلت السوق زي جوز هند بالفسدق والملبن بالمكسرات والرز بالمكسرات»، موضحاً أنّ ما يتبقى من الحلوى يتم التبرع به لغير القادرين والأيتام، خاصة الأطفال: «دي تجارة مع ربنا، ومكسبنا فرحة العيال الصغيرة والناس، والفلوس آخر حاجة ممكن تيجي في بالنا».
«حلويات المولد أقصى صلاحية ليها 8 شهور، وماينفعش تستنى أكتر من كده»، عبارة التقط من خلالها هشام محمد، صاحب أحد محلات الحلوى بالمنطقة، طرف الحديث، مؤكداً أنّ البعض يستمر في بيعها حتى شهر رمضان: «الحاجة اللي بتتبقى عندي بعد البيع بالجملة باطلعها لله، لأن الهدف هو الثواب مش الربح».
عرائس المولد النبوي
نفس المبدأ يتبعه فرج حنفي، ذو الـ60 عاماً، فهو في الأساس بائع ألعاب أطفال، لكنه في المناسبة الروحانية يبيع عرائس المولد النبوي للزبائن: «العرايس ممكن تتخزن لكن الحلويات ليها مدة صلاحية»، وما يتبقى من بضاعة البائع الستيني يوزعها على الأقاليم ويتبرع بما يتبقى منها لغير القادرين مجاناً: «دي مناسبة مفترجة بتيجي ببركتها مرة واحدة في السنة، ولازم أراضي الكل علشان ربنا يكرمني».
يتفق معه في الفعل والرأي صلاح سيد «زيزو»، بائع عرائس وألعاب، موضحاً أنّ ما يتبقى من بضاعته يتبرع به للأيتام والأطفال والمحتاجين، فهو لا يبحث عن المكسب بقدر إسعاد الزبائن: «لو اتبقى عندي بضاعة قطاعي بكمية قليلة قبل الليلة الكبيرة بيوم باطلعها لله مجاناً».