الحياة خارج الكرة الأوضية تبدو أكثر اختلافًا من جميع الاتجاهات، لذا رغب عدد من رواد الفضاء الصينيين، إجراء عدة تجارب مثيرة ومختلفة، لتبرز الفرق الكبير بين الحياة على كوكب الأرض والفضاء.
قرر طاقم مهمة «شنتشو 16» الصينية، إطلاق تجربة جديدة في الفضاء لإشعال النيران، أو تضمين لهبا مفتوحا على متن محطة تيانغونغ الفضائية، إذ أشعل رائدا الفضاء غوي هايتشاو، وتشو يانغتشو، شمعة، وكان ذلك خلال محاضرة عبر البث المباشر من محطة تيانغونغ الفضائية الصينية، لتوضيح كيف تحترق ألسنة اللهب في الجاذبية الصغرى خارج الكرة الأرضية، بحسب ما نشرته «العربية».
رئدا فضاء يشعلان النيران في الفضاء
في اللحظة الأولى التي أشعل فيها رائد الفضاء النيران، رسمت على وجوه الطاقم بأسره علامات الاندعاش والتعجب، إذ أنتجت شعلة شكلها كروي تقريبًا، وذلك على عكس النيران التي تكون في الأرض على شكل دمعة، كما تنتج الشموع المضاءة على الأرض لهبا يتكون تدريجيا عن طريق الحمل الحراري الناتج عن الطفو، إذ يرتفع الهواء الساخن ويهبط الهواء البارد، ورغم ذلك فإن تيار الحمل الحراري للاحتراق يكون ضعيفًا في بيئة الجاذبية الصغرى للمدار الأرضي المنخفض، وهو ما يشير إلى أن النيران تنتشر في كل الاتجاهات، ما يؤدي إلى ظهور نار كروية.
فصول تيانغونغ للدراسة عبر الفضاء
وتعتبر المحاضرة التي تم بثها على الهواء هي الرابعة، وهي ضمن ما يطلق عليه اسم «فصل تيانغونغ» وهي عبارة عن عدد من المحاضرات التي تستضيفها محطة الفضاء الصينية، كما تفاعل رواد الفضاء مع الطلاب في خمسة فصول دراسية حتى الآن في جميع أنحاء الصين، وهو ما نتج عنه ظهور عدد من ظواهر الجاذبية الصغرى، فضلًا عن أن الفصول الدراسية السابقة، أوضح فيها رواد الفضاء، أن هناك الكثير من العمليات الفيزيائية التي تتصرف بشكل مختلف تماما عما يحدث على الكرة الأرضية.
إشعال النيران على الفصاء ممنوع
وتعد تجربة الشمعة التي أداها رائد الفضاء «غوي» من الأمور التي تتنافى مع قوانين الأمان والسلامة الصارمة، خاصة فيما يتعلق بالمواد القابلة للاشتعال واللهب المكشوف على متن محطة الفضاء الدولية، إلا أن الاحتراق في الجاذبية الصغرى، كان موضوعًا لأكثر من تجربة في محطة الفضاء الدولية، وفي الغالب يأخذ رواد الفضاء احتياطاتهم عند إشعال اللهيب، إذ يستخدموا رف احتراق مدمج مصمم خصيصا لذلك، وبالتالي يحافظ على عزل النار واحتوائها، ومنع حدوث أي أضرار على سلامة الطاقم.