| تحديات على سوشيال ميديا تسبب الوفاة.. واستشاري نفسي: «صاحبوا أبنائكم»

دردشة مع أصدقاء الطفولة والدراسة، التواصل مع الأقرب في بلدان أخرى والاطمئنان عليهم، العمل من المنزل دون الحاجة للخروج، تبادل المنشورات المختلفة.. أشياء كثيرة اعتاد على استخدامها رواد السوشيال ميديا منذ عام 2010 حتى العام الجاري، خاصة مع انتشار جائحة كورونا.

وإذا كان لكل شيء مميزاته وعيوبه، فقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعي من كونها منصة للدردشة العادية والتواصل إلى مصدر للتحديات التي تؤدي للانتحار والإصابات البالغة للأشخاص خاصة أولئك الذين يعانون الفجوات الثقافية والحرمان العاطفي.

تحديات قاتلة على سوشيال ميديا 

ومن بين تلك التحديات القاتلة، «دلو الثلج» و«ثقب اللسان» و«كسارة الجمجمة» و«الحوت الأزرق» و«التعتيم»، وكلها أشياء ابتكرها أشخاص على سوشيال ميديا بهدف تمضية وقت الفراغ، لتتحول إلى سلاح قاتل توفى بسببه كثيرون، فيما حدثت إصابات بالغة للبعض الآخر.

فئات عمرية محددة تُجذب إلى التحديات 

الدكتور جمال فرويز الاستشاري النفسي، أوضح أن التحديات القاتلة التي انتشرت على تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة، تجذب إليها أشخاص من فئات عمرية معينة ما بين 14 حتى 28 عامًا، أي الأشخاص في مرحلة المراهقة، وفي بعض الأحيان تصل الأعمار إلى 35 عامًا، حيث أن الأشخاص يحاولون البحث عن الإثارة أو المنافسة «عايز أنافس أصدقائي، وأكون أفضل وأسرع منهم، بدور على التقليد».

وشرح الاستشاري النفسي لـ«»، أن الأشخاص الذين يخوضون تلك التحديات أو يبتكرونها لديهم نوع من أنواع الفراغ الثقافي والعاطفي، فكل ما يكون الشخص على قدر عالٍ من الثقافة يبحث عن شيء إيجابي لشغل وقت فراغه، أما في حالة من ينصاعون لتلك التحديات القاتلة يكون لديهم إحساس نفسي بالتفوق، «بيكسبوا في الألعاب أو التحديات دي وبيحسوا بالفخر والسعادة، لكن في الواقع هما محققوش أي حاجة غير أنهم انتصروا على المستوى النفسي ونفّثوا عن مشاعرهم».

استشاري نفسي: التواصل مع الأبناء من البداية 

وأكد «فرويز» أن الشباب المراهقين والأشخاص العصابين هم أكثر الأشخاص تأثرًا بتلك التحديات، وقد يؤدي بهم الأمر إلى حد الوفاة، ومن أجل التخلص من إدمان تلك التحديات أو الألعاب لابد أن يكون هناك تواصلًا جيدًا بين المراهقين وأهلهم، وأن يكونوا على قدر وعي جيد لإيصال المعلومة والنصيحة لأبنائهم لكي يتقبلوها، وإذا لم يكن هناك تواصل منذ البداية ستكون النصائح بالتالي مجرد كلام مرسل سيسمعه الشخص ولن يعمل به نظرًا لكونه غير مقتنع بالنصيحة من الأساس.

ويكون المراهق والشاب لديه اقتناع تام بالتحديات والألعاب نظرًا لكونهم يعانون من فراغ ثقافي وعاطفي، ولذلك يلجأون إلى تلك الأشياء «لما بيوصلوا لسن 20 مثلًا بيكون صعب التواصل معاهم خلاص الوقت فات، كلما زاد السن قلت نسبة استيعاب النصائح ، والأهل بيجوا دايما متأخرين فمش هتفيد النصايح والتربية لازم يكون في تربية وتواصل صح من البداية ونصاحب أبنائنا، لأن لما بنيجي عند سن المراهقة بناخد وقت طويل جدًا علشان يستجيبوا لينا، ولازم يكون في عزم وصدق شديد في التواصل معاهم، لأن بيكون فيه مقاومة ورفض شديدين، خصوصا مع الشخصيات العصابية، وممكن ينتحروا بسبب العند».