بعد تسجيل إصابة أول حالة بفيروس «جدري البقر»، والذي انتقل إليها عبر قطتها المصابة بالفيروس، عانت سيدة بريطانية طوال 6 أشهر من مضاعفات الإصابة بذلك المرض النادر الذي ينتقل إلى الإنسان عبر الحيوان، وهو ينحدر من سلالة الجدري، وبحسب الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، فإن أعراض مرض «جدري البقر» تظهر في شكل تهيج في العين، إلى جانب احمرار وإفرازات تستمر لمدة خمسة أيام، وهو ما حدث مع السيدة البريطانية.
وأضاف «بدران» لـ«»، أن جدري البقر يمكن أن يصيب أنواعًا حيوانية متعددة، بما في ذلك الأبقار والقطط، لكنه نادرًا ما يصيب البشر، وتحدث الإصابة بعد ملامسة آفات جدري البقر على جلد القطط، وعلى الرغم من أنه يسمى بـ«جدري البقر»، فإنه نادرًا ما يصيب الماشية، والمستودع الرئيسي له هو القوارض.
ويمكن للقطط أن تصاب بالعدوى عندما تقتل القوارض الحاملة لـ جدري البقر، وفقا لـ«بدران»، لكن انتقال العدوى من القطط إلى البشر نادر الحدوث، وتم الإبلاغ عن حالات بشرية متفرقة من جدري البقر في أوروبا، ويرتبط معظمها بالتعامل مع الحيوانات المصابة، وعادة ما تكون القوارض والقطط.
أعراض جدري البقر:
– ظهور آفات في القطط على الوجه والرقبة والأطراف الأمامية والكفوف، والعرض الأقل شيوعًا حدوث التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
– في البشر تظهر أعراض موضعية وآفات من الحويصلية البثرية على اليدين أو الوجه وتقتصر على موقع الإدخال، قد تتقرح لاحقًا وتتطور إلى خثار أسود قبل أن تختفي تلقائيًا.
وقال «بدران»، إنه لا يوجد حتى الآن دليل معروف على انتقال الفيروس من إنسان لآخر، فالفيروس نادر ويقتصر إلى حد كبير على الثدييات الصغيرة، ويمكن تقليل خطر الإصابة به، باتباع إجراءات النظافة مثل ارتداء القفازات عند التعامل مع الحالات المصابة، مؤكدا أن القطط تصاب بالفيروس عن طريق عبر الجلد، وهذا هو الطريق الأكثر شيوعًا، ولكن من الممكن أيضًا الإصابة بعدوى الأنف.
عدوى جدري البقر
عدوى الفيروس في القوارض حادة وتستمر حوالي أربعة أسابيع، على الرغم من أنها تسبب القليل من الأمراض السريرية الواضحة، ومع ذلك قد تكون للعدوى في القوارض البرية تأثيرات قاتلة تؤثر على ديناميكيات تعداد القوارض، وثبت أن جدري البقر مرتبط بتناقص كبير في القدرة الإنجابية في فئران الخشب وفئران الغابات.
وأشار «بدران»، أنه تم التأكد عدة مرات من أن الفئران مصدر للعدوى البشرية، ونُشرت الحالة الأولى لجدري البقر في هولندا عام 2002، لفتاة تبلغ من العمر 14 عامًا، شكت من التهاب الجفن التقرحي، وكانت قد اعتنت بفأر بري مريض سريريًا نفق لاحقًا، وأظهرت التحاليل تجانسًا تامًا بين فيروس جدري البقر في الفئران مع فيروس الفتاة.