حملات عدة شنها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على «فيس بوك»، بشأن وقف صيد سمكة الببغاء، المنتشرة بشكل كبير في سواحل البحر الأحمر؛ لأنها تأكل الطحالب والشعاب المرجانية الميتة، وتعمل على تنظيفها، مطالبين محبي تناول الأسماك بعدم شرائها حتى يكف الصيادين عن اصطيادها.
ويوضح أطباء متخصصين في الثروة السمكية لـ«»، مدى تأثير اصطياد سمكة الببغاء على تنقية المياه، وأهميتها الاقتصادية في التصدير والأسواق المحلية.
«بكير»: سمكة الببغاء لها فوائد اقتصادية ومطلوبة بالأسواق
وفي هذا الشأن، قال الدكتور محمد بكير، أستاذ الثروة السمكية بمركز البحوث الزراعية، إن وظيفة سمكة الببغاء في تنظيف وفلترة المياه، تقدمها العديد من أنواع الأسماك الأخرى، لافتًا إلى أن سمكة الببغاء موجودة بكميات كبيرة في البحر الأحمر، حيث إنها سمكة اقتصادية، ومطلوبة في الأسواق، وبشكل كبير في التصدير؛ لشكلها المميز والمختلف.
أستاذ الثروة السمكية: أنواع كثيرة تقدم نفس وظيفة «الببغاء»
وأضاف «بكير»، أن سمكة الببغاء ليست نادرة، وموجودة بكميات كبيرة في البحر الأحمر، ووظيفتها في تنقية وتنظيف المياه يقوم بها العديد من الأنواع الأخرى أيضًا مثل السلفر والبلطي، لذلك فالمطالبة بمنع اصطيادها ليس في الصالح العام، خاصة وأنها مطلوبة اقتصاديًا بشكل كبير، لطعمها المميز، وشكلها المختلف، موضحًا أن التوقف عن اصطيادها يجعلها تكثر في المياه بنسبة كبيرة، دون استفادة منها.
طريقة سمكة الببغاء في تنظيف المياه
وعن طريقة تنظيف هذه النوعيات من الأسماك للمياه، أوضح أن مياه البحار بها كائنات حية دقيقة نباتية وحيوانية، وخلال سير السمكة في المياه تفتح فمها، فتدخل هذه الكائنات في الخياشيم، وتخرج المياه من الناحية الأخرى للخياشيم نظيفة، وتأكل السمكة هذه الكائنات بعد تجميعها، وتحويلها لعجين، لافتًا إلى أن المزارع السمكية عند تربيتها لهذه الأنواع، تنمي هذه الطحالب بالكيماويات والأسمدة؛ حتى تتغذى عليها الأسماك.
وأشار إلى أن سمكة الببغاء موجودة بكثرة في الأسواق على سواحل البحر الأحمر، مثل «سفاجا، برنيس، حلايب، شلاتين، شرم الشيخ، الغردقة، وخليج العقبة»، ويتراوح حجمها من 1.5 إلى 2 كيلو، وتتميز بالطعم الجيد كأغلب الأسماك البحرية، مقارنة بأسماك المياه العذبة، وهو ما يجعلها مطلوبة في الأسواق والتصدير.
«عز الدين»: صيد سمكة الببغاء يهدد التوازن البيئي
من جانبها، اختلفت في الرأي الدكتورة نسرين عز الدين محمود، أستاذ طفيليات الأسماك بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة، موضحة أن سمكة الببغاء هامة جدًا بالبيئة، إذ تعمل على التوازن البيئي في مياه البحر الأحمر، بتغذيها على الطحالب الضارة بالبيئة ومكوناتها، والتي تنمو على الشعاب المرجانية، لافتة إلى أن أي خلل في التوازن البيئي بالمياه ينتج عنه كوارث، ويهدد الإنتاج السمكي، مثلما حدث في بعض البحيرات مثل قارون.
أستاذ طفيليات الأسماك: «الببغاء» أهم المدافعين عن بقاء الشعاب المرجانية
الشعاب المرجانية أحد أهم عوامل جذب السياحة، عن طريق رحلات الغوص أسفل سواحل البحر الأحمر، واصطياد سمكة الببغاء يهدد الشعاب المرجانية، ويحرمها من أهم المدافعين عن بقائها، بحسب «عز الدين»، مشيرة إلى أنه من الضروري تشريع قانون يجرم اصطيادها، ويضع عقوبات للمخالفين، مع تركيز وسائل الإعلام على شن حملات توعوية بأهمية تواجدها في المياه، بدلا من عمل حلقات في برامج الطهي عن طريقة تنظيفها وطهيها.