لا تقبل شركات الطيران بصعود الأجهزة التي تعمل ببطاريات ليثيوم على متنها؛ نظرا لارتفاع درجات حراراتها خلال رحلات الطيران، وهو ما يسفر عنه اندلاع الحرائق، إذ أطلقت إحدى الدول الأوروبية تحذيرا من حمل الشواحن والبطاريات على متن الطائرة، مرجحة أنها تسبب مخاطر كبيرة.
تحذير من حمل الشواحن والبطاريات على متن الطائرة
صحيفة «The Independent» البريطانية، كشفت عن تقارير صادرة عن 35 شركة طيران أوروبية بشأن مخاطر حمل الشواحن والبطاريات والسجائر الإلكترونية على متن الطائرة، مشيرة إلى أن درجة حرارة السجائر الإلكترونية ترتفع أكثر من أي جهاز آخر، وهو ما دعا إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية إلى منعها في حقائب المسافرين مؤخرا.
السجائر الإلكترونية والشواحن المحمولة على الطائرة
وبحسب تقرير الصحيفة البريطانية، فإن أكثر من ربع الركاب الذين شملهم الاستطلاع تبين أنهم يضعون السجائر الإلكترونية والشواحن المحمولة في حقائبهم المسجلة، وهو ما يتعارض مع القواعد الفيدرالية الأمريكية، إذ ارتفعت حوادث ارتفاع درجة الحرارة بنسبة 28% من عام 2019 إلى 2023، على الرغم من أن مثل هذه الأحداث لا تزال نادرة نسبيًا، حسبما ذكرت شركة UL Standards في تقرير لها.
وفي 60% من الحالات، حدث ارتفاع في درجة الحرارة، والذي يسمى الهروب الحراري بالقرب من مقعد الراكب الذي أحضر الجهاز على متن الطائرة، إذ أدى مؤخرا وجود كمبيوتر محمول في حقيبة أحد الركاب إلى إخلاء طائرة كانت تنتظر الإقلاع في مطار سان فرانسيسكو الدولي.
وفي العام الماضي، هبطت رحلة من دالاس إلى أورلاندو بولاية فلوريدا اضطراريا في جاكسونفيل بولاية فلوريدا بعد اشتعال النيران في بطارية بصندوق الأمتعة العلوي، لذا تحظر إدارة أمن النقل حمل السجائر الإلكترونية وأجهزة الشحن وبنوك الطاقة التي تحتوي على بطاريات ليثيوم أيون في الحقائب المسجلة، ولكنها تسمح بذلك في الحقائب اليدوية، وتوجد هذه القاعدة على وجه التحديد لأن الحرائق في عنبر الشحن قد يكون من الصعب اكتشافها وإطفائها.
بيانات من 35 شركة طيران
واستندت UL Standards Inc، وهي شركة متخصصة في علوم السلامة والمعروفة سابقًا باسم Underwriters Laboratories، في نتائجها على بيانات من 35 شركة طيران ركاب وبضائع بما في ذلك جميع شركات الطيران الأمريكية الرائدة تقريبًا، بينما أفادت إدارة الطيران الفيدرالية بوقوع 37 حادثة طيران حراري على متن طائرات هذا العام حتى 15 أغسطس الماضي، وكان هناك 77 تقريرًا في العام الماضي، بزيادة قدرها 71% عن 2019، وفقًا لأرقام إدارة الطيران الفيدرالية.
وإذا أخذنا في الاعتبار أن شركات الطيران تشغل نحو 180 ألف رحلة جوية في الولايات المتحدة كل أسبوع، فإن الحوادث في الجو نادرة نسبيا، كما أن بطاريات الليثيوم قد تسخن في أي مكان، وبعد أن تحطمت طائرات شحن تحمل حمولات من بطاريات الليثيوم أيون في عامي 2010 و2011، فكرت منظمة الطيران التابعة للأمم المتحدة في تقييد مثل هذه الشحنات، لكنها رفضت فرض معايير أكثر صرامة.
الأجهزة التي تعمل ببطاريات الليثيوم الأكثر شيوعًا على متن الطائرات
وتشمل الأجهزة التي تعمل ببطاريات الليثيوم الأكثر شيوعًا على متن الطائرات؛ الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة وسماعات الرأس اللاسلكية والأجهزة اللوحية، وكانت حوالي 35% من حوادث ارتفاع درجة الحرارة المبلغ عنها بسبب السجائر الإلكترونية، و16% منها كانت بسبب بنوك الطاقة.