قال الدكتور محمد رفعت طبيب أطفال، إن هناك مقارنة من المراهقين والأطفال بين حياتهم وحياة مشاهير السوشيال ميديا، لافتًا إلى إصابة المراهقين والأطفال بالإحباط والحزن وعدم الرضا، كون الواقع يختلف عن ما يشاهدونه، إذ يشاهدون أشخاصًا على مواقع التواصل الاجتماعي يقومون بالعديد من الأنشطة طوال الوقت من خروج وسفر وغيرها، في حين أن واقعهم كأبناء لأسرة طبيعية لآباء ترهقهم ساعات العمل الطويلة، وتقتصر أنشطتهم اليومية على المدرسة والتدريبات الرياضية وبعض الخروجات الأسبوعية، والأمر يكون محبطًا بالنسبة لهم.
الفرق بين الصور في الواقع والسوشيال ميديا
وأضاف «رفعت» في حوار مع الإعلامية فاطمة مصطفى على راديو «9090»، أن ما لا يمكن منعه يمكن تفسيره وتبريره وشرحه إذ أن ما يشاهده الأبناء على السوشيال ميديا يخلق لديهم رغبة في تغيير واقعهم، لافتًا إلى أنه في عصر ما قبل السوشيال ميديا كانت توجد الكاميرات الفوتوغرافية، كانت تُستخدم لتسجيل الأحداث المهمة بحياتنا كأعياد الميلاد والمصايف وغيرها، مشيرًا إلى أن الأمر كان يقتصر على تسجيل اللحظات السعيدة بعيدًا عن اللحظات التعيسة والحزينة.
التصوير أصبح لا يقتصر على اللحظات السعيدة
وأوضح طبيب الأطفال، أنه باعتبار أن الصور بمواقع التواصل الاجتماعي هي البديل الطبيعي للصور الفوتوغرافية، فإن الأمر يختلف كون التصوير بالهاتف المحمول أسهل ومتوفر طوال الوقت، ويستخدم من قبل الجميع ولا يقتصر التصوير على اللحظات السعيدة، مشددًا على ضرورة أن يقوم الآباء بدور توعوي للأطفال بأن الصور المستخدمة على السوشيال ميديا هي صور تم اختيارها من مجموعة صور أخرى، لافتًا إلى أن هذه الصور لا تعبر بالضرورة عن الواقع، إذ يتم استبدال الملابس والتصوير بكثرة بأماكن كثيرة في خلال يومين مثلًا، ثم يستخدمها الشخص بعد كذلك تباعًا خلال فترة زمنية طويلة، أي أن هذه الصور لا تعني أن هذه هي حياة الشخص اليومية الحقيقة.