| تحمل المرض وغياب الأم.. حكاية أب رفع لافتة «بنتي ماجيستير من بريطانيا»

برع في أن يقوم بدوري الأب والأم معاً، ونجح في مدّ نجلته الوحيدة بالاحتواء الأبوي، وحنان الأم وعاطفتها، بعد أن حُرمت منه بعد تركها وهي في صغرها، فكان يخطو معها خطوات يأسها ونجاحها، فكان جمهورها الوحيد، ويتفاخر بتفوقها بكل حب وكأنها كل انتصاره الوحيدة في الحياة، فخرج الأب حاملاً لافتة مكتوب عليها «د/آية محمد بنتي ماجيستير من بريطانيا».

بنتي دكتورة يا ناس

محمد علي صاحب الـ 60عاماً، يبدو أن كل انتصاراته في حياة هي نجلته «آية» والتي حصلت مؤخراً على رسالة ماجيستير علوم بيئية من جامعة ليدز بإنجلترا، بتقدير جيد جداً في عام 2020، وحينها شعر كأنه ملك الدنيا كله بين يديه، فأخيراً شارك نجلته نجاحها وتفوقها طالما كان يحلم أن يراها في مراتب دراسية عليا: «كنت لها الأم والأب وساعدتها كتير وحاولت أوفر لها كل احتياجاتها وكنت بشتغل بدل الشغلانة اتنين عشان اكفيها ومخليهاش محتاجة أي حاجة أبداً وهي مخذلتنيش أبداً وكانت خير ومثال لبنت صالحة ومتفوقة».

ويحكي الأب، أنه كان سنداً لابنته حتى عندما تزوجت وأنجبت: «كنت بحاول أراعي ابنها وهي بتدرس عشان تحقق كل أحلامها وأحلامها دي كانت بوابة فخر ليا أنا واني جبت بنت وقدرت أربيها وأخليها شاطرة كده».

الأب سند

وتقول «آية»، أن والدها بصبره وأخلاقة الرفيعة والمتاسمحة، كانت خير مثال وقدوة لها في طريق حياتها وساعدها كثيراً على النجاح: «هو طول عمره وقته إما في المسجد بيصلي أو يقرأ قرآن أو في شغله أو معايا ومع ابني وعمره ما قصر والناس كلها بتحبه الحمد لله»، وتحكي: «بابا شاف كتير واتحمل عشان يربيني ويعلمني، أنا أمي يعتبر سايباني من صغري وبابا هو الأب والأم ليا وكمان عندي مرض مناعة ذاتية مرض مزمن وتعبت وما زلت تعبانة في حياتي وبابا بيحاول يعوضني ويتحمل ظروفي وظروف قاسية جدًا»، وبعد هذه الأدوار العظيمة التي قام بها الأب دون شكوى أو كلل أو ملل.

وألزم مؤخراً، الأب فراش المرض بسبب إصابته بمرضى مياه على الرئة واشتباه في ورم: «على قد ما رباني نفسي يخف وربنا يشيل عنه وكل الناس تدعي له ده أحسن أب في الدنيا».