«الرزق يحب الخفية».. شعار رفعه «أحمد» أحد شباب واحة سيوة في عمله، نظرا لأن المدينة الساحرة تتميز بحرفة القفّاصة، وهي عبارة عن تشكيل الأقفاص والكراسي من جريد النخل، فيتخذ الكبير والصغير تلك الحرفة وسيلة لكسب لقمة العيش الحلال فلا مكان لعاطل في الواحة المشهورة في العالم.
عندما تقترب من أحمد جمال البالغ من العمر 30 عامًا، ترى ابتسامته العريضة وإقباله على العمل، ورغم إنهماكه به إلا أنه ما زال يتمتع بروح العزيمة والإصرار، لم يكمل دراسته، ولكنه يعرف الكثير عن مجالات العلوم المختلفة، ساردًا لك تاريخ الواحة الساحرة.
أحمد جمال، صاحب الثلاثين عاما، مؤسس مشروع «جريد الحياة»، يعد من أشهر صانعي منتجات الخوص و جريد النخيل، ورث مهنته عن والده وجده، فكان للطبيعة والبيئة المحيطة به، أثرها الكبير على اكتسابه مهارات الغزل والنسج، ومنحه الله الموهبة التي أثقلها بالتعلم على يد أبيه ليبدع في صنع المنتجات المختلفة.
معدات لتصنيع المجسمات
يستخدم «أحمد» آله تسمى «تشتت» باللغة الأمازيغية، وهى آلة خشبية تصنع من أشجار الزيتون، ويتم تقطيع جريد النخيل والزعف منها، وكذلك «الإبرة» التي يتم بها تشبيك الجريد، بجانب بعضه ويكون سمكها كبيرا، ويمسك بالغزل ما بين الإصبع الأكبر من قدمه اليمنى، ويجدله بيديه، حتى يصبح نسيجًا.
وعبر «جمال» عن خوفه في حديثه لـ«»، من انقراض تلك الحرفة مع انتشار وسائل التكنولوجيا الحديثة في التعبئة والتغليف، خاصة أن العاملين بصناعة الخوص بسيوة، أصبح لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.
اختلاف استعمال «جريد النخل»
طور الشاب الثلاثيني مهنة أسرته من خلال دراسة السوق، حتى أنه بدأ بسؤال الأجانب عن ما يريدونه، فكان يصنع «المرايات» حسب طلب السياح من الزبائن الذين يفضلون القطع المتنوعة بتصميمات طبيعية وحديثة مستخدمة من جريد النخيل، فضلا عن الدواليب، وغير مفهوم الجريد من أنه يصلح فقط في تصنيع الأقفاص إلى كونه يدخل في الآثاث «ترابيزات وسراير وكراسي» بتصميمات حديثة تتماشى مع العصر الحالي.
ويتمنى «جمال» أن يبني مصنعا خاصا به لصناعة الجريد ويضم كل شباب الواحة للعمل معه لمحاربة اندثار المهنة.