حفل افتتاح طريق الكباش
يشهد حفل افتتاح طريق الكباش، فقرة فنية تمزج ما بين الماضي القديم والحاضر، بداية من أنشودات «النداء الأول، حتشبسوت وآمون رع»، ويغنيها بالترتيب شهد عز، هايدي موسى وعز الأسطول، ختامًا بأغنية «الأقصر بلدنا» بصوت وائل الفاشني، بتأليف موسيقى موكب طريق الكباش للموسيقارين أحمد الموجي ونادر عباس، وذلك في تمام السابعة والنصف مساء اليوم الخميس.
ولكل أنشودة من بين هؤلاء قصة مختلفة، وترجمة تعبر عما تحمله من معان في حق ملوكها، وهو ما يوضحه الدكتور عماد مهدي، الباحث الأثري وعضو اتحاد الأثريين المصريين، في حديثه مع «»، قبل غنائها في حفل طريق الكباش.
أنشودة آمون رع
ترجمة أنشودة آمون رع في احتفالية عيد الإبت، جاءت كلماتها كالآتي: «عندما تكون بالزورق مهيب المقدمة إنك تبدو جميلا يا آمون رع؛ لأن البلاد كلها في عيد ابنك البكر، أول من أنجبت يجدف ويبحر بك قدمًا، حيث يوجد أبت فليتك تمنحه الخلود في موقعك ملكًا للأرضين، وأن يكون هو ويبقى للأبد في سلام، وياليتك تنعم عليه بحياة واستقرار وسيادة تقره حاكم مصر، وياليتك تكافئه بملايين لا تحصى من الأعياد فهو ابنك الحبيب الذي أجلسته على العرش».
وأوضح «مهدي» أن «الإبت» هو عيد انتقال آمون من معبده في الكرنك إلى معبده في الأقصر، وعرف هذا العيد من خلال مناظر معبد الأقصر التى ترجع إلى عهد الملك توت عنخ آمون وحور محب، ومن خلاله كان الإله آمون ينتقل من الكرنك إلى الأقصر، ثم يعود إلى الكرنك لتبدأ الاحتفالات من معبد الكرنك، إذ يقدم الملك القرابين على شكل «لحوم، زهور، فاكهة، طيور، لبن وعطور» ويقوم بالتبخير ورش الماء أمام قارب آمون الذى يطلق عليه «وسر حات» وأمام قاربي «موت وخنسو».
واستكمل، أن تماثيل الإله كانت تُحمل عبر طريق الكباش الذي يربط بين المعبدين، وتتوقف في المعابد الصغيرة التي شيدت خصيصًا في طريقها للاستراحة، وكانت مليئة بالقرابين المهداة للآلهة وللكهنة الحاضرية للاحتفال، لافتًا إلى أن أنشودة «آمون رع» هى الرئيسية بالاحتفالية.
ترجمة أنشودة النداء الأول
بينما نص ترجمة النداء الأول: «الشفاء لك يا آمون رع سيد الكرنك.. الأول على طيبة الثور المقدس لوالدتك.. الأول على مزارعك المتفوق على الجميع.. الأول على صعيد مصر.. سيد الماتوي «الزنوج».. حاكم بلاد بونت.. سيد السماء.. أكبر من على الأرض سنا.. سيد الوجود والذى تكون الأشياء عنده ذات قيمة والمتفرد بصفاته بين الآلهة الذي صنع البشر وخلق الماشية».
«ثور التاسوع الجميل، الرئيس الأعلى على كل الآلهة، سيد الحق، أبو الآلهة الذي صنع البشر، وخلق الدواب، سيد الوجود الذي خلق شجرة الحياة، الذي أنبت الأعشاب ويحيى الماشية.. القائد المسير الجميل لما خلقه بتاح، الشاب الوسيم المحبوب الذي تكن له الآلهة كل تقدير، الذى خلق العلويين والسفليين عندما ينير القطرين، والذي يعمم السماء بالسلام.. الملك رع المبارك.. زعيم القطرين.. ذو القوة الجبارة.. زعيم الاحترام.. الزعيم الذي خلق الأرض كلها.. ذو الأفكار الأعلى المتفوقة على كل إله الذي تبتهج الآلهة لجماله، الذي يحمده البشر في المقصورة ويعظمونه عند تقديم القرابين».
أنشودة حتشبسوت
وذكر «مهدي» أن «حتشبسوت» لها أكثر من أنشودة وترنيمة وخطبة، منها والمتوقع أن تكون هي أنشودة طريق الكباش: «أنتم أيها الناس، يا من سترون آثاري هذه في السنين المقبلة، يجب أن تتحدثوا عما فعلت، واحذروا أن تقولوا لا نعلم، لماذا قد عمل هذا وأن جبلا صنع كله من الذهب كأي شيء عادي قد حدث، وإني أحلف بقدر ما يحبني إله الشمس، وبقدر ما يحبني إلهى آمون، وبقدر ما يملأ أنفي بالحياة الممتعة، ولبسي تاج الوجه القبلي الأبيض، وبظهوري بتاج الوجه البحري الأحمر، وبما ضم إلى الآلهان «حور وست» من نصيبهما في مصر، وبما أحكم من أرض مصر هذه مثل «حور» ابن «إيزيس».
«وبما صيرني قو يا مثل «أوزير» ابن السماء، وبمثل ما يغيب إله الشمس في سفينة المساء، ويشرق في سفينة النهار، وبقدر ما ينضم إلى «إيزيس» و«نفتيس» والدتيه في السفينة المقدسة، وبقدر ما سبق السماء، وبما صنعه صنعه إله الشمس لبيتي، وبخلودي في الأبدية مثل النجوم التي لا تغيب، وبذهابي وغيابي وراء جبال الغرب مثل «آتوم» الشمس المغربة، بهذا أحلف أن هاتين المسلتين اللتين سملتهما جلالتي من السام، هما نوالدي «آمون» حتى يصير اسمى مخلدًا باقيًا في هـذا المعبد أبد الآبدين».
«وإنى أحلف أن كل واحدة منهما قـد صنعت من قطعة واحدة من الجرانيت الصلب دون شـدخ أو وصلة، وأن جلالتي هي التي أمرت بعملهما، وقـد بدأ ذلك من السنة الخامسة عشرة اليوم الأول من الشهر الثاني من الفصل الثاني، وإن العمل في المحاجر نفسها استغرق سبعة أشهر».