تشهد منطقة أهرامات الجيزة، مساء اليوم الجمعة، حدثاً تاريخياً مميزاً، يضاهي في جماله، موكب نقل المومياوات الملكية، في أبريل الماضي، وهو نقل موكب الملك «خوفو»، الذي يتابعه العالم أجمع، حيث ينطلق من منطقة الأهرامات بالجيزة إلى المتحف المصري الكبير، حيث يتحرك موكب الملك خوفو، فيما يعرف باسم «مركب الشمس»، من داخل المنطقة الأثرية بالهرم لبوابة الخروج بطريق الفيوم في تمام الساعة السادسة مساءً، حتى الساعة السابعة والنصف، ثم البدء في التحرك خروجا من المنطقة الأثرية في تمام الساعة التاسعة والنصف في اتجاه المتحف المصري الكبير.
وتقدم «» فيما يلي، أبرز المعلومات عن موكب الملك خوفو، أو مركب الشمس قبل نقله إلى المتحف المصري الكبير، وفقا لما أوضحه عالم المصريات بسام الشماع في حديثه لـ«».
تسمية موكب الملك خوفو
وقال الشماع، إن تسمية مركب الشمس الأولى باسم موكب الملك خوفو، جاء نظراً لوجوده جنوب هرم الملك «خوفو».
وأضاف عالم المصريات أن نهر النيل كان شريان الحياة اليومية في مصر القديمة، وكان لزاما اختراع وسيلة نقل تقل المواطنين والملوك بين مناطق مصر المختلفة، والبداية كانت باختراع لوحة خشبية بسيطة تطفو فوق المياه، وتلك اللوحة بدأت في التطور إلى شكل المركب مع الوقت، أي قبل توحيد القطرين وظهور عهد الأسر، «قبل توحيد القطرين اترسم عدد كبير جداً من السفن والمراكب والقوارب، ومنها مناظر ما زالت موجودة حتى آلان، ومنها مراكب عليها نباتات، ومراكب مرسوم عليها إناث كبار الطول في حضارتي نقادة والجرذة».
سر تسمية مركب الشمس
وتابع بأنه في مصر القديمة كان يوجد نوعين من المراكب، واحدة تعرف باسم مركب الشمس وأخرى عادية تستخدم للإبحار، ومراكب الشمس كانت مقتصرة على الملوك، فعندما كان يموت ملك يصبح جزءاً من رحلة الشمس إلى الحياة الأبدية، «الشمس بتعمل رحلة أبدية كل 12 ساعة من الشروق للغروب والغروب للشروق، ودي الرحلة اللي تخيلها الكهنة في مصر القديمة هيعملها الملك للحياة الأخرى، والمقصود بالشمس في الوقت ده الإله رع».
متى اكتشف مركب الملك خوفو؟
واكتشفت مركب الشمس الأولى عام 1954، عن طريق الصدفة حينما كان العلماء ينقبون وينظفون المنطقة بجوار جنوب هرم خوفو، حينما فوجؤوا بعدد كبير من الألواح الحجرية الضخمة متراصة بجوار بعضها البعض، وتغطي حفرة منحوتة في الصخر بالحجر الجيري، عمقها 3.50 متر وعرضها 2.50 متر.
مركب الشمس يحتوي على 1224 قطعة خشبية
وأشار عالم المصريات، إلى أن الألواح الحجرية المكتشفة عددها 41 لوحة حجرية، كل لوحة وزنها بين 17 و20 طنا، أي متوسط وزن 18 متراً، وطول اللوحة الحجرية الواحدة 4.50 متر، فيما يبلغ عرضها 180 متراً، ما يعني أن الحفرة كانت تحوي شيئا مهما للغاية للملك خوفو، ليجدوا بداخلها ألواحا خشبية مفككة من نوع خشب الأرز اللبناني، بالإضافة إلى أنوع من الأخشاب الأخرى، وبلغ عدد القطع الخشبية 1224 قطعة، بالإضافة إلى 10 مجاديف طول المجداف الواحد من 6.50 إلى 8.50 متر، ولم يستخدم بناة تلك السفينة المسامير أو الصمغ، بل اعتمدوا على طريقة الحبال والثقوب.
وختم بقوله: «استغرقت إعادة تركيب وبناء المركب 10 أعوام، وبلغ طول مركب الشمس بعد تركيبه 43.1 متر، وأقصى عرض 3.9 متر، فيما بلغ أقصى ارتفاع لها 6 أمتار».