| تصنيع «الأورمة» في انتظار الجزارين.. أصول تقطيع اللحم تبدأ من «خشبة»

في ركن منزوي بشارع تحت الربع بمنطقة الدرب الأحمر، انتشرت مجموعة من جذوع الأشجارالضخمة، وتناثرت نشارة الخشب في كل مكان، أمام إحدى الورش القديمة للصناعات الخشبية.. لتُقدم عدد هائل من «الأورم» الخشبية التي تُقبل محلات الجزارة على شرائها قبل عيد الأضحى المبارك؛ لاستخدامها في تقطيع اللحم.

أمام انتصاب «الأورمة» الخشبية، وقف «محمد أسامة» صاحب الـ 25 عاما، يشرف على عُمال الورشة، والذي فضل أن يمارس مهنة أبوه وأجداده في الصناعات الخشبية رغم تخرجه في كلية الإعلام، من إحدى الأكاديميات الخاصة، ليبدأ حديثه، قائلًا لـ«»: «المكان هنا من 120 سنة.. واتعلمت أشتغل في الخشب من وأنا صغير في المدرسة وقت الأجازات»، حتى نشأ وترعرع بين أغصان وجذوع الأشجار، التي استطاع أن يحولها في سن صغير إلى منتجات خشبية متنوعة، على رأسها «الأورمة» الخشبية التي تراصت في صف متوازي لتنقل إلى محلات الجزارة قبل أول أيام العيد.

صناعة «الأورمة» الخشبية 

في ظل ارتفاع درجات الحرارة، انهمك عمال الورشة في تقطيع خشب الأشجار الضخم بالمنشار الكهربائي، ليجرى بعد ذلك تدوير الأخشاب وخرط أربع أرجل لها، ومن ثم تثبيت الأرجل بالمسامير في الأورمة؛ لتجهيزها للبيع: «بنستعد في الأيام دي لتوزيع الأورمة على الجزارين قبل العيد، وسعر الأورمة بيتراوح من 70 جنيها لـ 1000 جنيه حسب حجمها ونوع الخشب المصنوعة منه».

يجرى الاعتماد على شجر «السنط والكافورواللبخ» في صناعة الأورمة الخشبية، بحسب تصريحات «أسامة»، لأنها أفضل أنواع الأشجار التي تطوع في صناعة المنتجات الخشبية، وتصل تلك الأخشاب للورشة على عربات نقل من صعيد مصر، إذ تستقبلها أيدى العمال المهرة لاستخدامها في صناعة العديد من الصناعات بخلاف الأورمة كأطقم الشماسي الخشبية والهون الخشبي، والكراسي والطاولات.  

تراجع الإقبال على شراء «الأورمة»

أنهى محمد أسامة حديثه، قائلًا: «الإقبال السنة دي على شراء الجزارين للأورمة، متوسط.. مش زي السنين إللى فاتت»، إذ كانت تستعد الورشة قبل عيد الأضحى المبارك بعدة أشهر لإعداد عدد كبير من «الأورم الخشبية»، وهو ما قل خلال العامين الماضيين، خاصة مع ظهور وباء كورونا، مُعتبرًا أن من أكبر الصعوبات التي تواجه الصناعات الخشبية الآن هي قلة العمالة الماهرة: «أغلب اللي شغالين في الورشة رجالة كبار من أيام والدي.. الشباب حاليًا مبقاش يحب يتعلم حرف زي زمان»، ولذلك توقع أن يعتمد على الماكينات الحديثة، كالمخارط الأوتوماتيكية، في عمل الورشة خلال الفترة المقبلة.