الذكاء الاصطناعي أحدث طفرة هائلة في تطوير كل القطاعات والنظام الصحي في السنوات الماضية، إذ يمتلك إمكانات كبيرة ساعدت في تحسين الرعاية وتقليل التكاليف، بسبب قدرته على التعلم من مجموعة كبيرة من البيانات والتعرف على الأنماط التي يمكن استخدامها للخروج بحلول سريعة ودقيقة، لكنه أيضا يواجه تحديات كبير خلال هذه المرحلة، من بينها انتشار تطبيقات تستخدم تقنياته في الإجابة على التساؤلات الوجودية، مثل تطبيق تطبيق Death Clock، لكن هل تخيلت يوما أن يتنبأ الذكاء الاصطناعي بموعد وفاتك؟
هل يتنبأ الذكاء الاصطناعي بموعد وفاتك؟
تطبيق Death Clock، أو ساعة الموت، زادت شعبيته مؤخرا ما أثار جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ تقوم الحاسبة الخاصة بالتطبيق، بحساب متوسط العمر، والتنبؤ بموعد وفاتك، وذلك اعتمادًا على مكان إقامتك، ومدى تدخينك ونمط حياتك لإظهار العد التنازلي لساعة وفاتك، وكل ما عليك هو إدخال تاريخ ميلادك وجنسك وعادات التدخين ومؤشر كتلة الجسم والبلد الذي تعيش فيه، إذا كنت لا تعرف مؤشر كتلة الجسم لديك، فما عليك سوى استخدام نموذج حاسبة مؤشر كتلة الجسم، بحسب الموقع الرسمي للشركة المبتكرة للتطبيق.
تطبيق ديث كلوك المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، يحدد مواعيد وفاة مستخدميه، ويمنحهم نصائح لجعل حياتهم أطول وأكثر صحة، منذ انطلاقه في يوليو الماضي، ورغم أنه لا يعتمد على أساس علمي، ودوَّن مسؤولو الشركة أنه يجب استخدامه للمتعة فقط، فمن غير المرجح أن تتنبأ هذه الآلة الحاسبة بالتاريخ الفعلي لوفاتك، إلا أنه شهد أكثر من 61 مليون عملية تنزيل على الهواتف بحسب الشركة.
تطبيق ساعة الموت يثير الجدل
يقدم تطبيق ساعة الموت او Death Clock الذي أثار جدلا واسعا، إجابة لأحد أهم التساؤلات الوجودية وهي متى سأموت؟، حيث جمع أكثر من 61 مليون من بيانات المستخدمين عبر 1200 دراسة حول متوسط العمر المتوقع، كما يعتمد على بيانات يقدمها المستخدم مثل إدخال البيانات الشخصية كتاريخ الميلاد، الجنس، الطول، الوزن، عادات الأكل، التدخين، ومستوى النشاط البدني، يقوم التطبيق بتحليل البيانات بناء على خوارزميات ذكاء اصطناعي بسيطة وأحيانًا عشوائية للتنبؤ بتاريخ الوفاة، ثم يعرض عليك النتيجة التي تتضمن تاريخ وساعة وفاتك.
وبحسب الشركة يعمل تطبيق Death Clock أو ساعة الموت وفق إحصائيات موثقة، بحسب تصريح مطور التطبيق برينت فرانسون لبلومبرج، من خلال حساب متوسط العمر المتوقع والذي يمثل عاملا حاسما في الحسابات المالية والاقتصادية، فمثلا الرجل البالغ من العمر 85 عامًا في الولايات المتحدة لديه احتمال بنسبة 10% للوفاة في غضون عام واحد، وأنه سيعيش في المتوسط 5.6 عاما، بينما تختلف تنبؤات التطبيق الجديد من شخص لآخر.
مميزات وعيوب تطبيق Death Clock
الدكتور محمد محسن رمضان، مستشار الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية والخبير التكنولوجي، قال لـ«»، إن تطبيق ديث كلوك، يُثير العديد من التساؤلات بشأن التوازن بين الابتكار وحقوق الخصوصية، إذ يعتمد التطبيق على جمع بيانات صحية للمستخدمين لتقديم توقعات حول موعد وفاتهم، وهو أمر قد يبدو مثيرًا للدهشة من الناحية التقنية، ومن منظور تكنولوجي، يمكن القول إن مثل هذه التطبيقات تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة لإجراء تنبؤات استنادًا إلى نماذج إحصائية.
الخبير التكنولوجي أضاف أن التنبؤ بتاريخ وفاة شخص يعتمد على الكثير من العوامل التي قد لا تكون قابلة للتنبؤ بدقة، مثل التغيرات الحياتية المفاجئة أو العوامل الوراثية غير المعروفة، لذلك، يجب التعامل مع مثل هذه التطبيقات بحذر، كما أن جمع البيانات الصحية الشخصية يثير مخاوف بشأن الخصوصية وحماية البيانات، من المهم أن يكون لدى المستخدمين وعي كامل بالمخاطر المتعلقة بكيفية استخدام هذه البيانات، وكذلك مدى دقة التوقعات التي يقدمها التطبيق.
يمكن أن يكون التطبيق مفيدًا للمستخدمين في تحسين نمط حياتهم بناءً على النصائح المقدمة من التطبيق، فهو لا يقتصر على تقديم التنبؤات، بل يُقدّم خططاً لتعديل العادات الشخصية بما يُعزز الصحة العامة، لكن يجب أن يكون هناك إطار قانوني وأخلاقي يحكم جمع هذه البيانات واستخدامها، إلا أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لا يزال يحمل تحديات كبيرة من حيث دقة التنبؤات.