ظاهرة تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني في معبد أبو سمبل بأسوان، حدث مهم يجذب السائحين من مختلف أنحاء العالم لرؤية الحدث الجلل، حيث جرى رصد الظاهرة مطلع عام 1874م على يد المستكشفة والعالمة في علم المصريات «إميليا إدوارد» والتي سجلتها ضمن كتابها الصادر عام 1899م بعنوان «ألف ميل فوق النيل» حيث ذكرت إميليا أنّ الظاهرة تستغرق 20 دقيقة فقط.
أسباب حدوث الظاهرة
في السياق ذاته، قال الدكتور إسلام محمد، مدرس الإرشاد السياحي في المعهد العالي للدراسات النوعية بأكاديمية المستقبل، إنّ هناك سببين للظاهرة، الأول أنّ المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي وتخصيبه، والثاني أنّ اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثاني ويوم جلوسه على كرسي الحكم، إلا أنّ الأمر حتى الآن يحمل الكثير من الغموض ويطوي بداخله بعض المصادفة في ظل غياب تسجيل نصي يخصه.
الدكتور إسلام محمد أوضح خلال تصريح لـ«» أنّ الظاهرة كانت تحدث يومي 21 أكتوبر و21 فبراير قبل عام 1964 م، وبعد نقل معبد أبو سمبل من موقعه القديم لإنقاذه من الغرق تحت مياه بحيرة السد العالي بين أعوام 1964 و1968 م على يد منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية، تغير توقيت الظاهرة لتصبح يومي 22 فبراير و22 أكتوبر.
تعامد الشمس يكشف عن عبقرية الهندسة المعمارية والفلكية
مدرس الإرشاد السياحي أوضح أنّ تعامد الشمس يكشف عن عبقرية الهندسة المعمارية والفلكية، فهي دليل على براعة القدماء المصريين في الربط بين الفلك والهندسة المعمارية، حيث جرى تصميم المعبد بدقة ليتسلل شعاع الشمس مرتين في السنة (22 فبراير و22 أكتوبر) ليلامس وجه تمثال رمسيس الثاني، كما يعكس التصميم المعقد تفوق الفراعنة في معرفة الفلك وعلوم الطبيعة، ما يثير إعجاب الزوار من جميع أنحاء العالم.
الدكتور إسلام محمد أشار إلى أنّ الحدث يعكس الرمزية التاريخية والدينية، حيث يعتبر بمثابة تجسيد للربط بين الملك رمسيس الثاني والإله «رع» إله الشمس، ما يضفي على الحدث طابعًا روحانيًا ودينيًا.
تجربة فريدة للسياح من خلال رؤية تعامد الشمس
محمد بيّن أنّ الحدث تجربة فريدة، فزيارة معبد أبو سمبل أثناء حدوث هذه الظاهرة توفر للسياح تجربة غير عادية، حيث يمكنهم رؤية حدث طبيعي يتكرر فقط في هذين اليومين من السنة، وهذه الفرصة الفريدة تجعل الزوار يشعرون بأنّهم جزءا من تاريخ عريق، ويخلق لديهم ذكريات لا تُنسى.
وتابع: «معبد أبو سمبل أحد أعظم المعالم السياحية في مصر، مدرج ضمن قائمة التراث العالمي، حيث يأتي السياح من مختلف أنحاء العالم يزورونه ليس فقط لرؤية الظاهرة الفلكية، بل أيضًا للاستمتاع بجمال المعبد وتماثيل رمسيس الثاني العملاقة، التي تمثل رمزًا للقدرة الملكية وقوة الحضارة المصرية القديمة».