تُعتبر العيدية من طقوس المصريين المقدسة التي تميز الأعياد، إذ ينتظرها الأطفال والكبار نظرًا لما تضفيه من أجواء إيجابية، بها الكثير من مشاعر السعادة والبهجة، فضلًا عن قيامها بدور كبير في زيادة الألفة والتقارب بين الأطفال والأجداد، والأبناء وآبائهم، والإخوة فيما بينهم، ما يدعم صلة الرحم التي يحثنا عليها الدين الإسلامي، ومع اقتراب عيد الأضحى المبارك، يُعرفنا خبراء الدين وعلم النفس فضائل العيدية وتأثيرها النفسي.
قال الدكتور محمد أبو السعود، من علماء الأزهر الشريف، إن العيدية من الأمور المُحببة في الأعياد؛ لأنها تسهم في نشر السعادة، والشعور بأجواء العيد المبهجة، نافيًا ما يقولونه بعض المتشددين بأن العيدية بدعة، بل بالعكس تعتبر من الأمور المتفق عليها لأن الأصل في الدين هو إظهار السرور والفرح في الأعياد بطرق عديدة، من ضمنها إعطاء العيدية للأبناء والأقارب، ما يساهم في إدخال السرور على قلوبهم: «إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين، والسرور يظهر بأكثر من طريقة كإعطاء الأموال وتوزيع الحلوى واجتماع العائلة، والابتسام في وجه الآخرين».
العيدية احتفال نبوي لنشر السعادة والبهجة
وأضاف أبو السعود، لـ«»، أن العيدية تُعتبر احتفالا نبويا، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم، كان يُظهر الفرح في أيام العيد، ويكثر من التكبير: «رسولنا الكريم كان يشجِّع الاحتفال بالعيد، وورد في سيرته أنه كان يجمع الأطفال في بني هاشم ويجري مسابقة للجري بينهم، ويكافأ من يصل سريعًا بالحلوى والهدايا»، وتابع أن العيدية من العادات التي تقوي صلة الرحم، إذ تجعل أطفال العائلة يتسابقون لزيارة أجدادهم وأعمامهم وباقي الأقارب من أجل الاحتفال والفوز بالعيدية، داعيًا الآباء في نهاية حديثه ألا يفرقوا بين الأبناء في قيمة العيدية حتى لا تحدث الضغينة والشحناء فيما بينهم.
العيدية تُعلِّم الطفل تحمل المسؤولية وتدعم مشاعر المودة
وفيما يخص المردود النفسي للعيدية، أكد الدكتور عبد العزيز أدهم، عضو الاتحاد العالمي للصحة النفسية، أن العيدية تنعكس بالإيجاب على الحالة النفسية للأطفال والكبار سواء، معتبرًا أن قيمة العيدية ليس بكثرتها ولكن بالرمزية التي تنقل مشاعر الحب والألفة والبهجة بين الجد وأحفاده أو الأب وأبنائه، موضحًا أن العيدية تعلم الأطفال عددا من القيم المهمة، مثل تحمل المسؤولية، فعندما يصبح لديه أموال خاصة به يبدأ في الشعور بالمسؤولية عندما يفكر فيما سينفق تلك الأموال، فضلًا عن تعليمه الادخار لشراء الأشياء التي يفضلها.
وتابع أدهم: «العيدية تنمي مشاعر المودة ويصبح الطفل راغبًا في رد العيدية بشراء الهدايا لوالديه وأقاربه للتعبير عن حبه وامتنانه لهم، ما يساهم في تقوية الروابط الأسرية والاجتماعية، ومن ثم الشعور بالإيجابية والسعادة والراحة النفسية.