لم يعد يشعر بمحبة الناس من حوله، لايوجد من يحتمي به أو يحتضنه، رحلت أمه وهو في سن الصغر، لم يتحمل يومًا أن يستيقظ من نومه دون أن يراها، الفجيعة الكبرى التي أحلت به أثرت على حالته النفسية، وخاصة أن شقيقته التي كان يداعبها ويلهو معها تركته وحيدًا في المنزل، ليقرر أن يذهب إليهما.
8 أشهر من المعاناة النفسية عاشها طفل يبلغ من العمر 15 عامًا بعدما فقد والدته وشقيقه في حادث اختناق بالمنزل، ليقرر في النهاية كتابة مصيره بنفسه أمام قبر أحباؤه،
قريب فارس: والده في حالة يرثى لها.. والطفل لم يتحمل فقدان والدته
الساعة 10 صباحًا، توجه الطفل «فارس» إلى قبر والدته، وسكب البنزين على نفسه وأشعل النيران به، ليكتشف الأمر عدد من المترددين على المقابر، حسبما ذكر حازم محاريق، أحد أقاربه، القاطن بقرية الكرنك التابعة لمحافظة قنا.
وأوضح «محاريق»، خلال حديثه مع «»، أن الطفل فارس نجا في يناير الماضي هو والده وشقيقه الأصغر من حادث اختناق بالمنزل، ومن وقتها وهو يمر بحالة نفسية سيئة ولا يتحمل فقدانهما بالرغم من محاولة والده تعويضه، متابعا: «والده متجوزش.. وحالته دلوقتي صعبة الله يكون في عونه».
و يتواجد «فارس»، الطالب بالصف الثالث الإعدادي، في مستشفى أسيوط ويعاني بحروق من الدرجة الثالثة، بحسب ما أكده قريبه، لافتا إلى أنه نقل من مستشفى فرشوط المركزي نظرًا لحالته الخطيرة.
و تلقى اللواء مسعد أبو سكين، مدير أمن قنا، إخطارًا من أمن مستشفى فرشوط، يفيد بوصول طالب من قرية الكرنك في مركز أبوتشت، شمال المحافظة، مصابًا بجروح، بعدما سكب بنزينًا على نفسه وأشعل النيران في جسده، ووفقا لتحريات المباحث، يعاني الطالب من أزمة نفسية حادة منذ مصرع والدته وشقيقه في يناير الماضي في فصل الشتاء، إثر إصابتهما بحالة اختناق أثناء التدفئة، وأنه حاول الانتحار أكثر من مرة حزنًا على فراقهما.