لم تسع للعمل كموظفة واتباع الروتين اليومي، وقررت فهم الطبيعة بشكل أجمل، يحقق لها المغامرة والمتعة في آن واحد، عن طريق تسلق الجبال وكسر حواجز الخوف، بصعودها قمة «جبل عباس، شايب البنات وسانت كاترين»، وأصبحت أصغر فتاة مصرية تتسلق 18 جبلا.
تقول تقي طاهر، أنها حصلت على بكالوريوس جيوفيزياء البترول، لكن العمل في مجال دراستها لم ترق لها، وقررت خوض تجارب جديدة لاكتساب مهارات مختلفة، ولم تجد أفضل من تسلق الجبال، كمغامرة تؤدي للشعور بالمتعة والخطر، وفق حديثها لـ«»: «كنت بشتغل وبعد فترة قصيرة، قررت أسيب الشغل لأني حسيت إني مقيدة، ومش قادرة أكون موظفة لأن مش تحقيق أحلامي».
تتسلق «تقى» الجبال لأول مرة
كان تسلق «تقى» للجبال أول مرة صدفة عابرة، حينما ذهبت لمشاهدة تلك الرياضة، وهي في عمر الـ18 عاما، وبعد التجربة اكتشفت أنها ليس مجرد مغامرة جنونية، يقودها الهواة لمعرفة لأشياء جديدة، بل مادة يجب دراستها جيدا، عن طريق تعلم مهارات البقاء، والتعامل مع الأجواء غير المستقرة، وحماية الجسم من الإصابات والحفاظ على كمية الطعام ومقدار المياه طول الرحلة، والتعامل في الصحراء تحت أي ظرف، لتبدأ صاحبة الـ21 عاما، في قراءة الكتب وحضور مناقشات عديدة للتعرف أكثر عن تسلق الجبال والانطلاق في صحراء مصر، وفقا لها: «كنت فاكرة أنها مغامرة وبس لكن الموضوع تخطى ده وكان لازم أدرس واتعلم».
رحلات استكشافية للجبال تعلم «تقى» الصبر
خاضت «تقى»، رحلات استكشافية للجبال، تعلمت منها الصبر والقدرة على تحمل الصعاب، والمشي مسافات طويلة في المناطق الوعرة، وحمل أوزان في أثناء تسلقها الجبال، مع تحمل الحرارة الشديدة نهارًا والبرد القرص ليلًا، بحسب حديثها: «لما بسافر بستغنى عن كل وسائل الترفيه، وباخد شنطة للحاجات الضرورية بوزن معين، مينفعش أتخطاه عشان متعبش وأنا بتسلق الجبل».
«تقى» أصغر فتاة تتسلق الجبال
تعد «تقى»، أصغر فتاة تسلقت جبل «شايب البنات»، الذي يعد أصعب قمة في مصر، ومن بعدها توالت مغامراتها لتصل إلى 18 جبلا حتى الآن، وقررت أن تشارك خبرتها مع الآخرين، من خلال محاضرة كل فترة مدتها ساعة أو ساعتين، لتعليمهم أساسيات التسلق، وبعض النصائح المهمة منها ارتداء عدة طبقات من الملابس غير القطنية، وفقًا لها: «نفسي أتسلق الجبال الموجودة في العالم كله، أنا حاليًا بفتح للناس باب جديد للحياة والمغامرة وبدرب الناس».
نجاح تجربة «تقى»
نجحت «تقى»، في كسر حاجز الخوف لدى كثير من الشباب والكبار، ومنهم امرأة خمسينية صعدت قمة جبل سانت كاترين، إذ تحدت خوفها من المرتفعات والحشرات والحيوانات الغريبة، لتصل إلى القمة: «مش قادرة أنسى نظرتها وقت الغروب وهي على القمة».