| تكنولوجيا التنبؤ بالطقس.. تطبيقات ذكاء اصطناعي تكشف حالة الجو في ثوانٍ

معرفة التنبؤات الجوية بدقة وسرعة يمكن أنّ تحدث فرقًا كبيرًا في نجاة من الكوارث الطبيعية الخطيرة، وعلى أساسها يأخذ البعض القرار بالخروج أو المكوث في البيت للوقاية من مخاطر الطقس، ومؤخرًا مع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يتبادر إلى ذهن البعض سؤال «هل هناك إمكانية أنّ يتنبأ بالطقس ويعطي نتائج تتوافق مع خرائط الأرصاد الجوية؟»، هذا السؤال نجيب عنه في السطور التالية بحسب موقع «climateforesight» المتخصص في المناخ، من خلال طرح بعض التطبيقات التي سيكون لها دور كبير في المستقبل للتنبؤ بالحالة للجوية.

تطبيقات ذكاء اصطناعي تكشف حالة الجو

في يوليو 2023، ظهرت دراسة نُشرت في مجلة Nature كشفت عن بداية ثورة في التنبؤ بالطقس، وأوضحت أن هناك تطبيقات جديدة سوف تعمل بالذكاء الاصطناعي، طورتها شركة Huawei Cloud، لمعرفة الحالة الجوية بدقة أكبر من نظام محاكاة الطقس القياسي أو خرائط الأرصاد في ثوان معدودة.

تعمل التنبؤات التقليدية باستخدام التنبؤ العددي بالطقس (NWP)، وهو عبارة عن معادلات فيزيائية تحاكي سلوك الغلاف الجوي من خلال مبادئ مثل ديناميكيات الموائع والديناميكا الحرارية، وباستخدام بيانات الرصد من محطات الأرصاد الجوية والأقمار الصناعية، بما في ذلك درجة الحرارة وسرعة الرياح، تقوم هذه النماذج بعد ذلك بمعالجة البيانات بحسابات معقدة ومستهلكة للوقت تقوم بها أجهزة الكمبيوتر العملاقة.

لكن الأيام المقبلة سيبدأ عصر جديد في التنبؤ بالطقس من خلال اتباع نهج مختلف تمامًا لحل المشكلة، واللجوء إلى تنبؤات الطقس التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي البيانات بدلاً من المعادلات الفيزيائية لإنشاء نظام للتنبؤ بالطقس.

أدوات الذكاء الاصطناعي للطقس

في نوفمبر 2023، طوَّرت شركة DeepMind من Google أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها للتنبؤ بالطقس، في ورقة بحثية نُشرت في مجلة Science، أعلنت تطبيقًا للطقس أكثر دقة من أداة Huawei، فبنسبة 90% كانت توقعات التكنولوجيا أفضل بالأحداث الشديدة للأعاصير المدارية، والأنهار الجوية، ودرجات الحرارة القصوى.

يُطلق على تطبيق الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطقس اسم «GraphCast»، وهو نموذج متطور يتنبأ بالظروف الجوية لمدة تصل إلى 10 أيام، مقدمًا بشكل أكثر دقة وأسرع، ويتم استخدامه حاليًا في أمريكا لكنه غير متاح على «جوجل بلاي» في الشرق الأوسط.

ولا يقتصر دور هذه الأداة على توليد تنبؤات أكثر دقة بالطقس فحسب، بل تتطلب أيضًا قوة حسابية أقل بكثير، كما أنها ليست أداة الذكاء الاصطناعي الوحيدة للتنبؤ بالطقس، إذ طور Google DeepMind وGoogle Research نموذجًا للتنبؤ الآلي ينتج تنبؤات قبل ما يصل إلى 90 دقيقة، وهو تطبيق MetNet-3، نموذج إقليمي للتنبؤ بالطقس يُستخدم بالفعل في بعض أجزاء الولايات المتحدة وأوروبا، ينتج تنبؤات أكثر دقة على مدار 24 ساعة. 

مهندس اسلام غانم، استشاري تكنولوجيا المعلومات قال في تصريحات خاصة لـ«»، إن هذه التطبيقات يمكن أن تكون متاحة في أي دولة لأنها توفر تنبؤات الطقس بالتعاون مع خرائط جوجل، موضحاً: «هي ملهاش علاقة بأي دولة هي عموما بتستند لخرائط جوجل بتشوف طقس اقرب منطقة للشخص وتقوله حالة الطقس عنده عامله إيه».

ظهور الأدوات السابقة لا يعني بالضرورة نهاية التنبؤ بالطقس التقليدي، لأنه لا يزال التنبؤ بالطقس باستخدام الذكاء الاصطناعي يعتمد على الأدوات التقليدية ويعمل بانسجام معها.