أمام مسجد الحسين ووسط جو يسيطر عليه الفرح والسلام والرضا، من أناس لا يرغبون سوى في التقرب إلى الله، تجلس «أم علي» وشقيقتها «أم أحمد»، كعادتهما كل يوم جمعة، توزعان الأكل على زوار المسجد وابتسامتهما الطيبة تملأ وجهيهما.
تحكي «أم علي»، في العقد السادس من عمرها، لـ«»، أنها تفعل هذا الأمر منذ 8 سنوات؛ لخدمة الله وإرضاء لوجهه الكريم فقط، وهي العادة التي تعلمتها من والدها الذي كان يأتي إلى مسجد الحسين يصلي الفجر ويعود ليوزع الطعام على الأهل والجيران من حوله.
تأتي «أم علي» رفقة شقيقتها «أم أحمد» صاحبة الـ45 عامًا، إلى مسجد الحسين في السابعة والنصف صباحا من يوم الجمعة، تحملان كميات من الطعام لتوزيعها بقلوب صافية وابتسامة عذبة تُدعمها ملامحهما الطيبة: «الكميات دي كلها بتيجي من أهل الخير، إحنا بنجيب والناس بتجيب، بنوزع طعمية وبطاطس وبتنجان مخلل وجبنة قديمة وبيض مسلوق وبنعمل محشي، وكل واحد ياخد اللي هو عايزه لحد ما يشبع».
الشقيقتان: مش عايزين غير الدعوة
لا ترغب الشقيقتان سوى في التقرب إلى الله وحبا في مساعدة المحتاجين: «إحنا بنسعد في اليوم ده كل أسبوع، في ناس مش لاقية، الوجبة هنا بـ100 جنيه واللي بيقعد على ترابيزة بيدفع له 100 ولا 70 جنيه».
تظل الشقيقتان توزعان ما لديهما من طعام وبعدها تصليان العصر معا لتقوم «أم أحمد» بعد الصلاة بتوزيع ما طابت له نفسها وتصنعه بأيديها من قطع الكيك والكنافة لإسعاد الناس، وتعودان في النهاية لا تحملان في قلبيهما سوى السعادة ودعاء الناس، مؤكدتان أنهما تتمنيان أن يرزقهما الله بعمرة.