في لفتة إنسانية جميلة حرص طلاب مدرسة كوبانية الخطاطبة الإعدادية بالمنوفية، على رد الجميل لمعلمهم بتوزيع الصداقات على روحه الطاهرة، ليضربوا أروع الأمثلة على الأخلاق الحميدة التي غرسها بهم معلمهم الجليل، فخرجوا في صفوف منظمة حاملين في أيديهم مخبوزات وحلوى وعصائر، يجوبون بها شوارع المحافظة لتوزيعها على كل من يصادفون طالبين الدعاء لروح معلمهم، موكدين أنه توفي وهو يصلي.
طلالب يردون الجميل لمعلمهم
حرص مجموعة من الطلاب على توزيع الصدقات على روح معلمهم، فبعد يوم واحد من وفاته تفأجا أولياء الأمور، أن أولادهم يطلبون منهم بعض النقود التي تعينهم على شراء الأطعمة لتوزيعها على روح معلمهم، لم يتردد الآباء لحظة في تنفيذ رغبة أبنائهم لرد الجميل لمعلمهم الذي غرس بهم الأخلاق الحميدة، ليخرجوا في الشوارع وسط نظرة إعجاب من الجميع.
روى ياسر منير، والد «يوسف» صاحب الـ11 عامًا، طالب بالصف الخامس الابتدائي، وأحد الطلاب اللذين خرجوا لتوزيع صدقات على روح معلمهم الذي توفي وهو ساجدًا بين يدي الله، أنه تفأجا بابنه يخبره أنه سيجمع مصروفه الخاص لشراء بعض المخبوزات وتوزيعها وفاءًا لمعلمه: «فوجئت بيقولي أنه بمصروفه هو وزملائه، هيشتروا حاجات يوزعوها على روح مدرسهم اللي مات، ودي أقل حاجه تتقدم ليه لأنه كان محبوب من الكل»، وفق حديثه لـ«».
«يوسف»: بحبه وكان طيب معانا
حرص «يوسف» أحد الطلاب اللذين درسوا على يد المعلم «إبراهيم» برفقة أصدقاؤه على رد الجميل لمعلمه بعد وفاته: «كان طيب أوي معانا وكنا بنحبه جدًا، أنا وزملائي والفصل اللي جنبنا قررنا أننا هنجمع مصروفنا لشراء مياه وقرص علشان نوزعها على الناس ويدعوا لأستاذ إبراهيم الله يرحمه».
وفاة مدرس وهو ساجد
سيطرت حالة من الحزن على أهالي قرية الخطاطبة التابعة لمحافظة المنوفية، بعد وفاة إبراهيم عبد العزيز سلام، مدرس اللغة الإنجليزية، بمدرسة كوبانية الخطاطبة الإعدادية، الذي عرف بحسن الخلق وطيبة القلب، مما دفع طلابه وأهالي القرية بأكملها للخروج لتشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، بعد أن سقط مغشيًا عليه في صلاة المغرب بعد يوم صيام طويل، ليترك بصمة لا تنسى في قلوب طلابه وأصدقائه، حاول رد الجميل بطريقتهم الخاصة سؤاء بتوزيع الصدقات أو عمل كولديرات المياة بالإضافة إلى الدعاء الذي لا يكف عنه الجميع منه عرفه ومن لا يعرفه لسيرته الطيبة.