وفاء علي مصطفى
تذهب من محافظة إلى أخرى دون كلل أو ملل، فاليوم تجدها في الإسكندرية وغدا في أسوان وبعد غد بإحدى المدن الجديدة وبعده بإحدى قرى الصعيد، لا يهمها كم الإرهاق والتعب الذي يحل عليها نهاية اليوم بعد أن تذهب إلى سريرها، الأهم فقط هو رضاء عملائها والسعادة التي يرونها حين تقوم بتركيب ستائرهم الجديدة.
الحديث هنا عن وفاء على مصطفى، خريجة كلية الآداب جامعة الإسكندرية، التي تعيش بمحافظة البحيرة مركز إيتاي البارود، وتدير مشروعها الخاص في تصميم وصناعة الستائر، التي استطاعت من خلاله أن تحقق نجاحا كبيرا بعد أن وصلت منتجاتها إلى كل المحافظات المصرية.
بداية بالصدفة
بعد حصول ابنة محافظة البحيرة على ليسانس الآداب علمت لفترة مع والدها بتجارة الأسماك، قبل أن تقودها الصدفة إلى بداية مشروعها في عالم تصميم وصناعة الستائر، وتقول «وفاء» في حديثها مع «»: «الحكاية بدأت صدفة، كانت صاحبتي (ريم) بتعرض شقتها للبيع فحاولت أنا وشريكي الحالي (عمر) نظبطلها الشقة ونرممها قبل ما تتعرض للبيع، والنتيجة كانت مفاجئة».
وتوضح خريجة كلية الآداب، أن شقة صديقتها تحولت إلى تحفة معمارية بعد التعديلات التي أدخلتها عليها، لدرجة أن صديقتها رفضت بيعها، مشيرة إلى أنها قررت حينها أن تتعاون مع صديقها عمر رمضان محمد بحيث تكون هي مسؤولة عن الديكور والستائر والتنجيد وصديقها مسؤول عن عمليات التشطيب.
مشروع وفاء وشركاؤها قائم بالأساس على أربعة أفراد بداية من «وفاء» المسؤولة عن اختيار الأقمشة والتصميمات مع العملاء، ومرورا بـ «عمر» المسؤول عن عملية المعاينات ورفع المقاسات ونهاية بالعمال «الشيخ جمعة» و«محمود كمال»، مضيفة: «الشغل بينا في الأساس قايم على المشاركة عموما وتقسيم المهام والكل بيشتغل بإيده الحمد لله».
صعوبات
مشروع وفاء وشركاؤها بدأ منذ حوالي ثلاث سنوات ونصف، ومن حينها ونجحوا في حجز مكان لهم بسوق هذه الصناعة على مستوى كل محافظات مصر، لكن قبل أن يحدث هذا مرت ابنة محافظة البحيرة بالعديد من الصعاب حتى يحدث ذلك.
وتشير «وفاء»، إلى أن المنافسة الشرسة التي وجدوها من منافسيهم بسوق هذه الصناعة كان في مقدمات تلك الصعاب، «كنا حاسيين اننا بنافس عتاولة عشان نعمل اسم من نور لينا».
وتلمح إلى أن تواجدهم بمحافظة البحيرة، كان إحدى الصعاب التي واجهتهم أيضا، موضحة أن عملاءها في البداية كانوا يصيبهم بعد التوتر والقلب بمجرد أن يعرفوا أنها من محافظة البحيرة وتعيش بعيدة عن محل سكنهم، مؤكدة أنه مع مرور الوقت وتقديم منتج متقن ومرضي لعملائها بالإضافة إلى الصدق والأمانة في التعامل، أصبح هناك نوع من الثقة بينها وبين كل عملائها.
وتواصل: «بقى عادي جدا العميل يعرف إني من محافظة تانية غير محافظته، ويكون مش متوتر ولا قلقان، غير أن بقى معظم العملاء دلوقتي بخلص معاهم كل الاتفاقات الخاصة بالتصاميم والشغل اللي محتاجينه بـ (الواتس آب) وبنفذه على الحقيقة خلال أيام والعميل مبيشوفناش غير وقت التسليم والتركيب».
أم عاملة وحلم
ليس من السهل في ظل هذه الحياة الضاغطة من كل اتجاه أن تحقق المرأة نجاح على المستوى العملي وفي نفس الوقت تراعي أولادها بالشكل الكامل، الأم «وفاء» فعلت ذلك.
وتنبه خريجة الآداب، إلى أنها كانت تعاني بشكل كبير خلال الشهور الأولى من مشروعها في تنظيم وقتها بالشكل الذي يجعلها تعطي أولادها ومشروعها الاهتمام الكافي في نفس التوقيت.
وتكمل: «لكن مع الوقت بدأ الأولاد يكبروا ويفهموا طبيعة شغلي وبدأنا نرتب المهام ما بينا كمان، حتى دلوقتي ابني الكبير (محمد) بينزل معايا الشغل أحيانا وبيساعدني كتير في شراء الأقمشة وتوصليها للورش واستلامها».
وتكشف «وفاء» في نهاية حديثها مع «» عن حلمها، قائلة: «إن شاء الله نفسي مشروعنا يكون براند كبير بينافس في أكبر الأسواق وده هيحصل في أقرب وقت بإذن الله».