| توابيت السرابيوم.. أثر فريد ولغز عمره 174 عاما حيَّر العلماء

تتميز منطقة سقارة التابعة لمركز البدرشين بمدينة الجيزة، والتي تبعد عن منطقة أهرامات الجيزة بحوالي 30 كيلومترا في الجنوب الغربي من المحافظة، بأهميتها الأثرية الفريدة، حيث تضم المنطقة مجموعة من المواقع الأثرية المتنوعة والتي مرَّ عليها آلاف السنين، ولكن الاكتشاف الأهم والأعظم في المنطقة هو متحف السرابيوم الذي يوجد تحت الأرض، يضم متحف مجموعة من الغرف ذات ممرات منفصلة وتحتوي كل غرفة على توابيت ضخمة منحوته من أحجار الجرانيت الصلب، بالإضافة إلى أن كل تابوت يزن 70 طنا، فما القصة وراء تلك التوابيت.

لغز حّير علماء الآثار

وفقاً لموقع «Tuljak TRAVEL» العالمي المتخصص في السفر والسياحة، السرابيوم عبارة عن بناء هائل تحت الأرض يضم مجموعة متنوعة من التوابيت، التي صنعت خصيصاً لدفن الآله «أبيس»، الذي يرمز إلى خصوبة التربة عند المصريين القدماء في ذلك الوقت.

لماذا اختار المصريون القدماء عبادة الإله أبيس؟

اختار المصريون القدماء الإله أبيس، بناء على علامات محددة، مثل المثلث الأبيض الذي يقع على جبهة الثور الذي يشير إلى النور الإلهي، كما أن المصريين القدماء كانوا يظنون أن العجل يوجد بينه ارتباط مع الإله بتاح، خالق المزارعين والحرفيين، بالإضافة إلى جناح النسر على الظهر، والذي يرمز إلى الإلهة نخبت، والجعران الذي يوجد تحت اللسان، والذي يمثل إعادة الميلاد عن المصريين القدماء، كان الفراعنة يعتقدون أن تلك العلامات اختص بها الإله بتاح.

وبحسب الموقع فإن معبد مخصص لسرابيس، وهو إله يوناني مصري، كان سيرابيس مخلوقًا توفيقيًا، يجمع بين الإله اليوناني زيوس والإله المصري أوزوريس وأبيس، وكان أبيس يُعتبر وسيطًا بين البشر والإله في مصر القديمة، كان أبيس مفهومًا إلهيًا وثورًا حيًا يتنفس، تضمنت عبادة أبيس احتفالات معقدة وطقوسًا يومية حول الثور الحي، خدم عدد كبير من كبار الكهنة والمريدين الماشية المقدسة مثل كائن إلهي.

متى اكشفت توابيت السرابيوم؟

تم اكتشاف السرابيوم عام 1850 على يد عالم الآثار الفرنسي أوجوست مارييت الذي جاء إلى مصر للبحث عن المخطوطات القبطية، وعثر على نحو 64 تابوتا مدفونا بها الإله أبيس.

شكل المتحف من الداخل

يتكوَّن المتحف من مجموعة من الأنفاق، والسراديب المحفورة تحت في الصخور تحت هضبة سقارة، بطول يصل إلى نحو 400 متر تحت الأرض، يشتهر المتحف بأنه يضم 26 تابوتا ضخما مصنعا من أحجار الجرانيت الصلبة، ويزن غطاء التابوت حوالي 30 طنا وجسم التابوت حوالي 70 طنا، وهذا يشير إلى أن نقل التابوت الواحد يحتاج إلى 500 رجل من أجل نقل التابوت من مكان إلى آخر، والغريب في ذلك كيف استطاع المصريون القدماء أن يفعلوا كل تلك الإنجازات الفريدة بدون أي تكنولوجيا متطورة في ذلك الوقت.