| «توصيلة توكتوك» تهدد حياة الطفل إسماعيل: الغرغرينة بتاكل إيده ورجله

حل الظلام على قرية العتوة القبلية، مركز قطور بمحافظة الغربية، الجميع عاد لمنزله طمعا في غفوة ليلية، الكل في الشارع يسارع الوقت لاحتضان أحلامه، لتخلوا الطرقات إلا من «توكتوك» يقوده طفل، بنيانه بسيط، بالكاد يرى الطريق أمامه من زجاج المركبة، يلف في الشوارع بالليل بحثًا عن «أجرة زيادة» بعيدًا عن زحمة النهار وشجارات السائقين على خطف الزبائن، ليجد أمامه أحد الزبائن يشير له يطلب منه توصيله لمكان ما، فرح الطفل بـ«التوصيلة»، ولم يكن يعلم أنها ستكون السبب في دمار حياته ومستقبله.

جريمة درامية، نفذها شاب بدم بارد، استغل سذاجة الطفل إسماعيل محمد داوود، سائق التوكتوك، من أجل استدراجه إلى مكان ارتكاب الجريمة، من خلال جعله يلف على أكثر من مكان لكسب ثقة الطفل، وفي وسط الرحلة طلب منه أن ينتظره حتى يشتري مشروبًا لهما، ليتمكن بخفة يد اللصوص من وضع حبة مخدر للطفل ويسوقه بتوجيهاته إلى موقع الجريمة.

والد الطفل: خرج عشان يساعدني في المصاريف ورجعلي مستقبله ضايع

بقلب يعتصره الألم، يحكي محمد إسماعيل داوود، والد الطفل، تفاصيل الاعتداء على صغيره، قائلا: إن الجاني طلب منه الوقوف في مكان مهجور، ثم أخرج سلاح أبيض «مطواة» وطلب منه النزول قريبًا من عزبة الدرملي، والطفل كان في حالة عدم اتزان بسبب المخدر، ما أسقطه أرضًا بعد محاولات الدفاع عن نفسه، ليُخرج الجاني قطع ملابس داخلية ويقطعها لوصلات بواسطة سلاحة، ويربط بها يد الطفل وقدمه في رقبته، ويخلع حزامه ويحكم ربطه بطريقة لا تسمح بمررو الدم لقدم أو كف يد إسماعيل.

الواقعة حدثت يوم الأربعاء 9 من يونيو الحالي، وبعد تغيب الطفل ذهب الأب ورجال العائلة للبحث عنه، حتى وجودوه عصر يوم الخميس 10 يونيو، بعدما اتبعوا كاميرات الشوارع، التي أشارت إلى أنه موجود داخل أرض مكونة من 5 فدادين بعيدًا عن أطراف القرية، وفور الوصول له نقل لمستشفى مركز قطور، ومنها حول لمستشفى جامعة طنطا، على حد قول والد الطفل لـ«».

عم الضحية: أهله مش قادرين على علاجه.. والجريمة تمت في ساعة بالظبط

يلتقط «محمود» عم الطفل أطراف الحديث من والده الذي أنهكه الحديث عن الواقعة وأحدائها المؤلمة، موضحا أنه أول من وصل إلى جسد إسماعيل الذي ألقاه الجاني في منطقة منخفضة عن الأرض حتى لا يراه أحدًا: «لقيناه وهو فاقد الوعي تحت تأثير المخدر ومش فايق، ومكنتش عارف أفكه غير بسلاح من كتر ما الربطة جامدة، اللي تسببت في غرغرينة في إيد ورجل الطفل».

كاميرات المراقبة في الشوارع المحيطة بمكان الواقعة، أثبتت أن «إسماعيل دخل وهو يقود التوكتوك، في تمام التاسعة والخمس دقائق، قبل أن يخرج الجاني وهو يقود المركبة في تمام العاشرة و5 دقائق، وفقًا لحديث عم الضحية: «نفذ جريمته في ساعة واحدة، وبعدها أخد التوكتوك وراح بيه الوراق»؛ إذ يقطن الجاني في كفر الشيخ بعيدا عن مكان الواقعة.   

والد إسماعيل: ابني هيروح مني ساعدوني أعالجه قبل ما يقطعوا إيده ورجله»

«إسماعيل بيضيع مننا، ولو هبيع بيتي بس هو يبقى بخير»، كلمات خالطتها الدموع خرجت متعلثمة غير منتظمة على لسان والد «الطفل المعتدى عليه»، مناشدا وزارة الصحة بالتكفل بعلاج نجله: «أنا ما حيلتيش غيره من الدنيا بيشتغل عشان يساعدني على مصاريف البيت، والدكاترة مستنيين الغرغرينة تجيب آخرها عشان يقطعوا بعدها إيده ورجله ومايدخلوش العمليات كذا مرة، بالله عليكم ده يرضي مين، أرجوكم انقذوا إسماعيل».