انفعال وعصبية كست ملامحه وهو يتحدث بحرقة شديدة واصفا الوضع الصحي المأساوي الذي تعاني منه والدته إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد، وبكل مشاعر اليأس بداخله روى ما يحدث مع أغلى شخص لديه في الدنيا في مقابلة تلفزيونية، لتأتيه الفاجعة أثناء لقاءه على الهواء.
الفيديو المروع، وثقته عدسة قناة «العربية»، إذ كانت في لقاء مباشر مع مواطن تونسي داخل المتسشفى تتحدث معه عن أحوال «كوفيد 19» والرعاية الصحية، ليصف مدى المعاناة التي يلاقيها منذ إصابة والدته بكورونا، وعدم توفر رعاية طبية كافية بالإضافة إلى تدهور حالتها.
وخلال المقابلة التلفزيونية وانفعال المواطن، فوجئ برجل آخر يأتي ويخبره أن والدته توفيت لينهار الابن في البكاء والصراخ حزنا على رحيل والدته في مشهد قاسي يبكي القلوب.
المشهد المبكي عكس الأوضاع السيئة التي تمر بها تونس حاليا في صراعها مع فيروس كورونا المستجد وفقدانها السيطرة عليه، إذ وصلت الإصابات في عيد الأضحى الحالي إلى أرقام كارثية، حيث بلغت النتائج الإيجابية إلى نسبة 30 بالمئة من إجمالي الفحوص اليومية، وخاصة مع انتشار سلالتي كوفيد 19 الهندية والبريطانية الجديدة.
وتتسبب الموجة الجديدة من وباء كورونا بتونس في انتشار واسع للسلالات المتحورة، البريطانية «ألفا» والهندية «دلتا» في معظم المحافظات، مسببة ارتفاعا في معدل الوفيات الذي تجاوز الـ100 يوميا، ويرجح خبراء بلوغ الوفيات سقف 300 حالة يوميا مع نهاية شهر يوليو الجاري، بحسب «سكاي نيوز».
كما شهدت مراكز التلقيح في تونس التي انطلقت يوم عيد الأضحى لمن تتجاوز أعمارهم الـ18 سنة، تجمعا لآلاف المواطنين، مما تسبب في حالة من الفوضى والمشاحنات، خاصة مع غياب التنظيم، وتعاني حملة التطعيم بطئا شديدا، مما يزيد من تفاقم أزمة الوباء في البلاد.
وأوضحت منظمة الصحة العالمية، أن عدد الوفيات اليومي في تونس هو الأعلى في إفريقيا وبين الدول العربية.