| ثاني أقدم أثر إسلامي في مصر وقائم على المياه.. معلومات عن مقياس النيل

أثر مصري عظيم بني على الطراز الإسلامي، يتميز ببراعة تصميم هندسية مدهشة بكل تفاصيلها ويشكل أهمية كبرى للمصريين، ويعد شاهدا حيا على العلاقة الوثيقة التي ربطت بين الحضارة المصرية الإسلامية ونهر النيل، ولا يزال رمز للتراث المصري العريق وأحد أهم المعالم الأثرية التي تعكس مدى العبقرية للحفاظ على نهر النيل والاستفادة منه، هو مقياس النيل الذي يعد ثاني أقدم أثر إسلامي في مصر، بحسب الموقع الرسمي لوزارة السياحة والآثار.

قصة أقدم مقياس للنيل بمصر 

مقياس النيل في مصر، الذي يقع بجزيرة الروضة في القاهرة، عبارة عن عمود رخامي مثمن الشكل طوله 19 ذراعًا وسط بئر مبطن بالحجر، قمته مستطيلة وقاعه مستدير، نُقشت جدرانه بالآيات القرآنية التي لها علاقة بالمياه والنباتات والرخاء، وكذلك علامات القياس التي استخدمت لتحديد ارتفاع الفيضان قديما.

وحول البئر يدور سلم حلزوني يصل إلى القاع، أمر الخليفة العباسي المتوكل على الله في عام 247هـ/ 861، ببنائه واحتفظ بتخطيطه الأصلي ليكون من أهم الثروات الأثرية بمصر، وهو أقدم مقياس للنيل في مصر، وأقدم مبنى تم بناؤه بعد الفتح العربي (20 هـ/ 640م) وكان السلطان يحتفل بالفيضان سنويًا مع كبار المسؤولين وذلك منذ فترة العصور الوسطى وحتى نهاية القرن التاسع عشر وكان الاحتفال يستمر لمدة 7 أيام.

استخدام مقياس النيل في مصر

وبحسب موقع وزارة السياحة والآثار، يعد بناء مقياس النيل وسيلة أساسية لتنبؤ المصريين بالفيضان، حيث يستخدم في قياس مستوى الفيضان ويمكن إعداد السدود والقنوات، والذي كان يؤثر بدوره على عملية الزراعة وتحديد نسبة الضرائب، فضلا عن تحديد كمية وأنواع المحاصيل التي يمكن زراعتها خلال العام.

براعة تصميم مقياس النيل

المصور المصري، حمادة الطاير، وثّق جمال مقياس النيل بعدسة كاميرته، مؤكدا أنّ الهدف من توثيق مقياس النيل هو نشر الوعي الأثري بين أفراد المجتمع، ومتابعة التغيرات التي تطرأ عليه، بحسب حديثه لـ«cnn»الأمريكية، حيث تعد الصور الفوتوغرافية مرجعا لإعادة بناء وترميم ثاني أقدم نماذج العمارة الإسلامية بمصر حال وقوع أي أضرار.

مروة ربيع، مديرة متحف مقياس النيل وصفت عبقرية بناءه في أحد اللقاءات التلفزيونية، مؤكدة أنّ الطبقة السفلية صُممت على شكل دائري لمعايير هندسية، حيث إنّ الدائرة هي الشكل الهندسي الوحيد الذي يجعل المياه تدخل بانسيابية دون اندفاع حينما تدخل المياه وتستقر، ثم تصعد إلى الطابق الأعلى ثم الأعلى منه، ما يحافظ على اتزان العمود الرخامي ومداخل المياه، حيث كان العصر الإسلامي يتميز بأنه يخاف على منسوب نهر النيل ويحرص على أن يكون المنسوب كافيا لغذاء كل المصريين.