جالسا في منزله يحدث نفسه، والهموم تتكاثر فوق رأسه، يبحث عن حل يزيح عنه كربه، فمرض والده كدر صفو حياته وأبعد السعادة عن بيته، وفجأة قفزت في رأس «ثروت عبدالله عبدالعال» فكرة «بمليون جنيه» كما يصفها، وهي أنه «لن يزيح الكرب والهم إلا فعل الخير ومساعدة الناس»، فاختار أن يساعد مرضى السرطان بما يقدر عليه.
«ثروت عبدالله عبدالعال»، 26 عاما، يخصص من يومه وقت فراغ يوميا لينقل مرضى السرطان من مسقط رأسه الزقازيق بمحافظة الشرقية إلى القاهرة، مجانا بسيارته الخاصة، لتلقي العلاج، ويحكي لـ«»: «بدأت من قريب تنفيذ الفكرة دي وأخد الناس اللي عندها سرطان بعربيتي للقاهرة من غير أي مقابل عشان ياخدوا جلسات العلاج».
مرض والد ثروت هو الدافع لهذه الفكرة
الشاب العشريني الذي يعيش في مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، يعمل مدربا لكمال الأجسام، بعد مرض والده قرر أن يساعد الناس المحتاجين، بأي شكل وبكل طريقة «كان عندي ظروف عائلية، أبويا تعب فجأة وبيتعالج مخ وأعصاب، ومن ساعتها فكرت أعمل حاجة لوجه الله، فربنا هداني للفكرة دي».
من هنا بدأ «ثروت» الذي تخرج في كلية الحقوق، ينشر عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي أنه مستعد لنقل مرضى السرطان مجانا من الزقازيق إلى القاهرة بسيارته الخاصة لتقلي العلاج، وكتب عبر صفحات ومجموعات الزقازيق على «فيسبوك» رقمه الشخصي، وأنه مستعد للمساعدة في أي وقت، حتى يعرف الجميع أن هناك من يسعى في خدمتهم ويفر عليهم جهد ومال.
فكرة «ثروت» تنجح والناس يطلبون مساعدته
لم يطول الوقت، وبدأ «ثروت عبدالله» يستقبل مكالمات من أشخاص يعانون من السرطان ويرغبون في الحصول على مساعدته، وهو بالطبع لا يتأخر على أي شخص يطلب منه ذلك، وينفذ ما وعد به وهو في منتهى السعادة كما يصف حاله، رغبة في الأجر من الله فقط.