| ثقافة البراندات.. التطور الطبيعي لجملة «ابن مين في مصر؟»

ضجة كبيرة أثارتها تصريحات رجل الأعمال نجيب ساويرس والفنانة شيرين رضا، إذ صرحت الأخيرة خلال حوارها في برنامج «كلمة أخيرة» مع الإعلامية لميس الحديدي، المذاع عبر فضائية ON، بأن ابنتها «نور» تميل إلى البساطة في اللبس واختيار الماركات: «بنتي إنفلونسر وهدفها كبلوجر مساعدة الناس اللي ميقدروش يشتروا من (شانيل) فممكن يروحوا (زارا وإتش أند إم).. دي حاجات تمنها بسيط وبيبقى شكلها حلو»، في حين قال «ساويرس» في تصريحات تليفزيونية بأنه يحب اللبس ولكنه لا يهتم بالماركات: «بحب اللبس لكن مبهتمش بالبراند.. ده أنا بشتري من زارا».

تباينت آراء رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول ثقافة البراند في مصر، وأيد البعض الفكرة معتبرها شيئا أساسيا في حياتهم يعبر عن أذواقهم، في حين اعتبرها البعض الآخر شيئا عاديا، وما هي إلا فكرة مُستحدثة لتعزيز المنافسة بين الأسواق التجارية.

البراندات نوع من الاستعراض الطبقي

الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، يرى أن «البراندات» في معناها البسيط هي نوع من الاستعراض الطبقي، فهي جزء أساسي من حياة الفرد ولا يقتصر مفهومها على العلامات التجارية التي ظهرت مؤخرا: «دي حاجة أساسية مرتبطة بحياتنا من قبل حتى ظهور العلامات التجارية الحديثة.. فكرة أنا ساكن فين ولا راكب عربية إيه وبروح أصيف فين دي كلها أشياء بتقدم رسائل غير مباشرة محتواها أنا أكون مين».

البراندات مهارة من التجار

في حين ترى الدكتورة سامية خضر أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن هناك «براندات» حقيقية وذات قيمة إلا أن الأغلبية منها ما هو إلا مهارة من التجار لتسويق منتجاتهم، كما عبرت عن خوفها من الجري الزائد وراء هذه الماركات العالمية في ظل غياب الوعي؛ لما تمثله أحيانا من مسح للهوية المصرية وتبديدا لثقافتها، موجهة بضرورة تكاتف كل مؤسسات المجتمع بدءا من الأسرة وصولا للإعلام لنشر الوعي وإحياء الثقافة والتراث المصري.