| جاءت من عائلة مبدعة.. «شيما» تركت التدريس لتمتهن الرسم: «الشغف مهم»

بعد تخرج شيماء محمد عبد المهدي من كلية التربية الفنية بالزمالك، ظلت لسنوات تعمل بمهنة التدريس، ورغم نجاحها بهذا المجال والحب الذي كانت تلمسه في أعين جميع طلابها وزملائها بهذه المهنة، إلا أنها كانت دائما ما كانت تشعر أن هناك شيئا مهما ينقصها، تبحث طويلا عن الشغف الذي من المفترض أن تشعر به تجاه عملها ولا تجده، حتى اتخذت قرارها التي تصفه بالجريء وتركت هذه المهنة وذهبت إلى الرسم اليدوي الذي تستخدمه لتزين كل شيء محيط بها من ملابس أو خشب أو مواد أخرى دون استخدام أي رسومات مطبوع، وهو ما أكمل لها ما كان ينقصها من شغف.

عائلة فنية جدا

شيماء محمد عبد المهدي أو «شيما المهدي» كما يعرفها كل المحيطين بها، قادمة بالأساس من عائلة كل أفرادها يحبون مختلف الفنون ومارسوها، فالأب كان يمارس فن الخط العربي وصنع الكثير من اللوحات الخاصة به والتي تملأ جنبات وجدران منزلهم، والأم كانت تمارس فن التفصيل والتطريز على كل ملابسها هي وأشقاؤها، والأخ الكبير لها مهندس معماري ورسام بالأساس وسرقت منه سابقا الكثير من أقلام الحبر غالية الثمن لتمارس الرسم بها، أما شقيقتها الكبرى فهي الكاتبة والروائية هالة المهدي، وحتى نجلا الرسامة الاثنان «آدم وديما» يساعداها بشكل كبير في تنفيذ أعمالها الفنية.

وتقول «شيما»، في حديثها مع «»: «آدم 15 سنة ماسك التصوير الفوتوغرافي للشغل، وديما 5 سنين بتساعدني في ترتيب أدواتي وبتتعلم ترسم معايا وببقى مجهزة ليها تيشيرت صغير أو قطعة خشب وأسيبها تنطلق وبتختار معايا التصميمات اللي هاعملها، غير أنها موديل لتصميمات الأطفال».

وفاة الأب

وكان وفاة والد الرسامة شيما المهدي، أحد أهم العوامل التي جعلتها تعجل من اتخاذ قرارها بترك التدريس والاتجاه إلى الرسم اليدوي على الملابس والخشب بدون استخدام أي نوع من الطباعة، «كنت دايما بحكيله إن التدريس مهنة جميلة بس أنا حاسة إني مقيدة، وكان أكتر حد بيشجعني أعمل اللي بحبه بس أنا كنت بأجل القرار عشان كنت خايفة من الفشل الصراحة، لكن لما توفي كنت مقفولة من التدريس ومن الرسم ومن كل حاجة لحد ما صاحبتي قالتلي أكيد والدك مش هيبقى فرحان بيكي كدا».

وهو ما اقتنعت به الرسامة بشكل كبير وهمت في اتخاذ قرارها بترك التدريس وامتهان الرسم اليدوي، لكن الأمر لم يكن بالسهولة التي تتوقعها فرغم الدعم الذي لمسته من عائلتها وأسرتها وأصدقائها، إلا أنها كانت مادة للسخرية من آخرين بسبب هذا القرار، حسبما تكشف «شيما»، مضيفة: «كان في هجوم إني هفشل مش هكمل، وأن الطريق الوحيد الصح أفضل في مجال، أنا مش حاسة بكياني فيه، وكان في إحباطات طول الوقت إني هابقى مقصرة».

وكل تلك التعليقات كانت تؤثر بشكل بالغ في الرسامة، لدرجة أنها كانت ستتراجع عن قرارها حتى ساندتها والداتها وأخبرتها أن والدها كان سيشجعها بشكل كبير على هذا القرار وسيدعمها به.

تسويق إلكتروني

ومع بداية مشروع شيما المهدي، القائم على الرسم اليدوي على الملابس وجذوع الشجر والخشب، واجهت صعوبة أخرى تتمثل في عدم خبرتها بأمور التسويق وبالأخص التسويق الإلكتروني، لكن لأنها كانت تتعامل مع الأمر على أنه تحدي يجب أن تتخطاه لجأت إلى دراسة التسويق الإلكتروني والتعرف على خبرات من سبقوها في التعامل مع هذا الأمر.

كما أنها نجحت في التسويق لنفسها على أرض الواقع وزيادة أعداد من يعرفونها هي وأعمالها الفنية بحيلة ذكية بعض الشيء: «أنا طول الوقت لو في النادي مع ولادي في أي مكان، لازم معايا قطعة بشتغل فيها، ده خلى الناس عاوزة تتفرج بتعملي إيه، واتعرفت بالطريقة دي على ناس كتيره فتحوا مجالات ليا حقيقي».

وتحلم «شيما» أن يصبح اسمها مستقبلا بمثابة براند كبير، بمجرد أن يرى الناس منتجاتها يعرفون أنها من أعمال شيما المهدي.