| جائزة نوبل تحتفي بالعالم أحمد زويل بعد 24 عاما: طور أحد أهم عمليات الطبيعة

«هل تتذكرون الراحل العظيم أحمد زويل؟»، جملة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، بعدما أعاد الإعلان عن العلماء الثلاثة الفائزين بجائزة نوبل للفيزياء 2023، إلى الأذهان الدور الكبير للعالم المصري الحاصل على نوبل في الكيمياء عام 1999 في كيمياء الفيمتو ثانية، إذ نجح العلماء الثلاثة في توليد نبضات ضوئية تستطيع أن تصور ما يحدث على المستوى الذري، في زمن قدره الأوتو ثانية، أي واحد على تريليون ثانية.

جائزة نوبل تحتفي بالعالم أحمد زويل

كتبت الصفحة الرسمية لجائزة نوبل عبر صفحتها الرسمية على «فيسبوك» احتفاءً بزويل قائلة: «في أواخر الثمانينات، طور أحمد زويل الحائز على جائزة نوبل ومؤسس كيمياء الفيمتو، طرقًا لدراسة التفاعلات الكيميائية بالتفصيل، تعد هذه التفاعلات الكيميائية التي تلتقي فيها الجزيئات المتماسكة بواسطة الذرات وتعيد تنظيمها لتكوين مركبات جديدة واحدة من أهم العمليات الأساسية في الطبيعة».

وأضافت في منشورها: «ومع ذلك، فإن هذا التحول يحدث بسرعة كبيرة جدًا بحيث لا يمكننا رؤيته بسهولة، في غضون فمتو ثانية، والفيمتو ثانية الواحدة تساوي 0.000000000000001 ثانية، أي إلى ثانية كالثانية تساوي 32 مليون سنة، وباستخدام تكنولوجيا الليزر لإنتاج ومضات من الضوء لا يتجاوز طولها بضعة فمتو ثانية، تمكّن زويل من تصوير هذه التفاعلات بالحركة البطيئة، ورؤية ما يحدث بالفعل عندما تنكسر الروابط الكيميائية وتنشأ روابط جديدة».

وكانت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم قررت منح جائزة نوبل في الفيزياء لعام 2023 إلى الفرنسي بيير أجوستيني، والمجري النمساوي فيرينك كراوس، والفرنسية آن لولييه، لتجاربهم ومساهماتهم في توليد نبضات ضوئية بسرعة أوتو ثانية لدراسة ديناميكية الإلكترون في المادة.

ويكرم الحائزون على جائزة نوبل في الفيزياء للعام الحالي، لتجاربهم التي أعطت البشرية أدوات جديدة لاستكشاف عالم الإلكترونات داخل الذرات والجزيئات، إذ توصل الثلاثي لطريقة لإطلاق نبضات ضوئية قصيرة للغاية يمكن استخدامها لقياس العمليات السريعة التي تتحرك بها الإلكترونات أو تغير مستويات الطاقة. 

وتضمن الصفحة الأولى من البيان العلمي المفصل لسبب حصول آن لولييه، وبيير أجوستيني، وفيرينس كراوس على جائزة نوبل الفيزياء لهذا العام، ذُكر اسم اثنين من العلماء العظام، وهما الألماني فيرنر هايزينبرج، والمصري أحمد زويل.

اختراع العالم أحمد زويل في كيمياء الفيمتو ثانية

وكان العالم المصري الراحل أحمد زويل في عام 1999، اخترع ميكروسكوبًا لتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره فيمتو ثانية، وبذلك يمكن رؤية الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية، ليتمكن العلماء الثلاثة الفائزين بجائزة نوبل هذا العام، وبعد 24 عامًا من استخدام توليد نبضات ضوئية تستطيع أن تصور ما يحدث على المستوى الذري، في زمن قدره الأوتو ثانية، إذ اكتشفوا طريقة جديدة أسرع لتوليد نبضات ضوئية أوتو ثانية، لدراسة ديناميكيات وطاقات الإلكترونات في المادة، ولذلك تم منح الثلاثة جائزة نوبل، تحت شعار اقتبسه زويل من الأديب طه حسين في خطابه عام 1999، حينما قال «ويل لطالب العلم إن رضى عن نفسه». 

ومن المقرر بحسب الموقع الرسمي للجائزة، أن يتقاسم الثلاثي مكافأة مالية قدرها 11 مليون كرونة سويدية (ما يعادل مليون دولار)، وسيتسلمون الجائزة من الملك كارل السادس عشر جوستاف في حفل يقام في ستوكهولم في 10 ديسمبر المقبل، في يوم ذكرى وفاة العالم ألفريد نوبل الذي أنشأ الجوائز، من خلال وصيته الأخيرة في آواخر القرن التاسع عشر.