في شوارع القاهرة، بداية من حواري مصر القديمة، إلى منطقة وسط البلد، يسير ممسكا بكاميراته، منبهرًا بجمال المباني العتيقة، وعادات وتقاليد المحروسة في رمضان، وقبيل ساعات قليلة من آذان المغرب، يجلس على مائدة في أحد المطاعم المصرية الأصيلة، فيتناول المحاشي والطواجن، متلذذّا بمذاقها المميز.
جاي بلفيري، شاب بريطاني، أسلم مؤخرا، ويجوب بلدان العالم، من مشارقها إلى مغاربها، اختار أن يقضي أولى أيام شهر رمضان في مصر، وتحديداً القاهرة، ليلتقط بعدسته ذكريات له لن تنسى، وسط الشعب المصري الذي أدهشه بحسن الاستضافة والمعاملة.
«جاي» يختار مصر دون دول العالم لقضاء شهر رمضان
يحكي «جاي» لـ«»، أن الاحتفال باستقبال شهر رمضان في مصر مختلفا عن أي دولة أخرى ذهب إليها، ما جعله يفضل قضاء أولى أيام الصيام فيها: «زرت مصر عدة مرات من قبل، وتعرفت على أصدقاء مصريين، وأحببت أن أعيش أجواء رمضان هذا العام وسط سكان القاهرة، وكانت مشاهد توزيع العصائر، وموائد الرحمن المجانية التي يقيمها الأهالي مدهشة، التي تظهر الحب الكبير بين المجتمع المصري».
يقف «جاي»، مستمتعًا بمشهد الغروب من شرفة الفندق المطلة على نهر النيل، وينصت للمرة الأولى إلى مدفع الإفطار، مستنشقًا للهواء النقي، ويرفع يديه إلى السماء، راجيا من الله أن يتقبل صيامه، متحدثا عن تجربته في تناول السحور مع بعض المصريين في منطقة باب الشعرية: «الفول والطعمية، والعيش البلدي، كان سحورًا شهيًا بالنسبة لي، كما أنها لن تكون المرة الأخيرة التي سأزور فيها مصر برمضان».
«جاي» ينبهر بزينة رمضان
أعجب «بلفيري»، بزينة رمضان والفوانيس التي ملأت الشوارع، وجعلته يشعر بروحانيات وأجواء رمضانية مختلفة عن أي مكان آخر: «أحببت كثيرا الديكورات والإضاءات المبهجة في كل الأماكن التي زرتها مثل خان الخليلي، وكانت الناس تعاملني بلطف كبير».
عائلة مصرية تستضيف «جاي» على الإفطار في رمضان
استضافت عائلة مصرية «جاي»، ليتناول معها الإفطار، وعبر عن امتنانه الشديد لهم، كما أشعره ذلك أنه بين أهله، فضلاً عن أنه شاهد أثناء مروره بمحلات الحلوى، طريقة عمل الكنافة والقطايف، وكان متعجبا من ازدحام الشوارع حتى الساعة الثانية صباحًا قبل صلاة الفجر، لتناول السحور في رمضان، كونه غير معتاد على ذلك في شوارع مدينته «لندن».