ادعى أحد العلماء مؤخرًا أنه اكتشف ثقبًا هائلاً في طبقة الأوزون ظهر لأول مرة فوق المناطق الاستوائية في الثمانينيات، لكنه لم يتم الاعتراف به حتى الآن، ومع ذلك، عند نشر بحثه، تلقى العالم انتقادات سريعة من الخبراء الذين وصفوا دراسته بأنها معيبة للغاية.
قال مارتين تشيبرفيلد أستاذ كيمياء الغلاف الجوي بجامعة ليدز في إنجلترا لمركز Science Media Center، وهو مؤسسة مستقلة مقرها المملكة المتحدة: «إنني مندهش من نشر هذه الدراسة على الإطلاق في شكلها الحالي”، بحسب “لايف ساينس».
جدل حول الدراسة الجديدة
وقال تشيبرفيلد: «الادعاء في هذا البحث عن مثل هذه التغيرات الكبيرة في الأوزون في المناطق الاستوائية لم يكن واضحًا في دراسات أخرى، مما يجعلني متشككًا للغاية، يجب ألا يعتمد العلم أبدًا على دراسة واحدة فقط، وهذا العمل الجديد يحتاج إلى تحقق دقيق قبل قبوله كحقيقة».
ونُشر التقرير المثير للجدل في 5 يوليو في مجلة AIP Advances، مرت الدراسة بعملية مراجعة النظراء القياسية للمجلة، والتي من خلالها قرر مراجع مستقل أنها مناسبة للنشر، ثم قرر محررو المجلة أن العمل يستحق النشر بما يكفي لتسليط الضوء عليه كمقال مميز على موقعهم على الإنترنت.
وقال جونسون «على حد علمنا ، لم نتلق أي اتصال من المجتمع الخارجي يشكك في صلاحيته، نحن نشجع القراء والباحثين على الاتصال بالمؤلفين كلما أمكن ذلك لمناقشة أوجه القصور التقنية المحتملة، بحيث يمكن معالجتها في التصحيحات في الأدبيات أو في التعليقات والردود، أو بدلاً من ذلك، يمكن للقراء الاتصال بالمجلة مباشرة»، على حد قوله.
في ذلك الوقت، ستعمل المجلة على التحقق من صحة أي ادعاءات حول العمل، وطلب تفسيرًا أو ردًا من المؤلف وتصحيح الأدبيات، إذا لزم الأمر.
ما هي طبقة الأوزون؟
الأوزون هو غاز مكون من O3 أو ذرات الأكسجين المرتبطة معًا في مجموعات ثلاثية، يتشكل في الغلاف الجوي العلوي للأرض، ويقع معظم الأوزون في طبقة الستراتوسفير، وهي طبقة الغلاف الجوي التي تقع على ارتفاع 6 إلى 31 ميلاً (10 إلى 50 كيلومترًا) فوق سطح الكوكب، وهناك، يعمل الغاز كنوع من واقي الشمس، حيث يحمي الأرض من أشعة الشمس فوق البنفسجية القوية(UV).
في الثمانينيات، وجد العلماء أن ملوثات الغلاف الجوي طويلة العمر التي تسمى مركبات الكربون الكلورية فلورية (CFCs) تتحلل إلى الكلور والبروم عند تعرضها للأشعة فوق البنفسجية خارج طبقة الأوزون، وفقًا لمرصد الأرض التابع لناسا.
تعمل هذه العناصر التفاعلية على تمزيق جزيئات O3 وبالتالي تضعف مناطق طبقة الأوزون مما يخلق «ثقوبًا»، في المقام الأول فوق القارة القطبية الجنوبية حيث تسمح الظروف الجوية المتجمدة بتفاعلات تمزيق الأوزون بكفاءة عالية.
تقليديًا، يُعرَّف ثقب الأوزون بأنه المنطقة التي ينخفض فيها تركيز الأوزون إلى ما دون 220 «وحدات دوبسون»، وهو مقياس لعدد جزيئات الأوزون في عمود معين من الهواء يمتد من سطح الكوكب إلى الفضاء.
دفع اكتشاف ثقوب الأوزون إلى تمرير بروتوكول مونتريال لعام 1987 وهي معاهدة دولية تهدف إلى التخلص التدريجي من إنتاج المواد الكيميائية المستنفدة للأوزون مثل مركبات الكربون الكلورية فلورية، والآن طبقة الأوزون في طريقها للتعافي، وفقًا لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية.
ومع ذلك، في الدراسة الجديدة التي أجراها لو، حذر من أن ثقب الأوزون المكتشف حديثًا قد يهدد حياة مليارات الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الاستوائية.
على وجه التحديد، أبلغ لو عن اكتشاف «ثقب أوزون كبير في جميع الفصول» في طبقة الستراتوسفير السفلى فوق المناطق المدارية على ارتفاع 6.2 إلى 15.5 ميلاً(10-25 كم) فوق سطح الأرض.
وذكر أن هذا الثقب يشبه في «العمق» ثقب الأوزون الموسمي الذي ينفتح فوق القارة القطبية الجنوبية في أواخر الشتاء وأوائل الربيع لكنه يغطي مساحة أكبر بسبعة أضعاف من تلك الموجودة في حفرة الربيع في القطب الجنوبي.