| جراح شاب يترك الطب لاحتراف صناعة الأثاث من أخشاب البحر: عشق الطفولة

سنوات طويلة، من العمل كطبيب بغرفة العناية المركزة، قبل أن يتخصص في الجراحة، ثم ينتقل للعمل في مستشفيات إنجلترا، لكنه قرر أن يكتفي بما قدمه خلال تلك الفترة، بكل ما فيها من جهد وشقاء، ويسير وراء قلبه، فكان عشقه للبحر والطبيعة المحرك الأساسي في حياته.. محطات كثيرة خلال رحلته، راودته فيها فكرة تغيير روتينه اليومي، واستمرت المحاولات والصراع بين القرار والتأجيل، لكنها انتهت في النهاية بفرمان استكمال ما عشقه والده، بالعمل في صناعة الأثاث باستخدام خشب السفن.

تخرج طبيب الجراحة الدكتور شهير ماجد، في كلية الطب جامعة الإسكندرية عام 2000، ترك مهنة الطب منذ عام 2014 وعمل في المهنة التي تعشقها روحه، صناعة الأثاث بواسطة خشب البحار أو السفن، إذ يحكي لـ«»، عن بداية عمله كطبيب ثم نجار: «لما اتخرجت كان لي تعيين في الكلية، بس مجاليش في تخصصي جراحة عظام، جالي وظيفة في وحدة عناية، مقدرش أستحمل العمل في وحدة العناية، سافرت إنجترا عشان أعمل زمالة، وهناك بسبب بعض الظروف مكملتش ورجعت مصر».

عشق الطبيعة يتفوق على حب الطب

عاد «شهير» إلى مصر، وبدأ العمل كجراح، لكن حياة الطب لم ترق له، إذ وصفها بالروتينية، فالعمل داخل العيادات والمستشفيات لم يطمح له يومًا، وتفوق الغرام بالطبيعة على حب الطب، وما تربى عليه، فكان أقوى من لقب «دكتور»: «لقيت نفسي مش قادر أكمل في الطب، أنا متربي في العجمي، فبحب الهدوء والخروجات والطبيعة والشجر والرمل والبحر، بحب الحياة البرية، وأثرت في شخصيتي جدا».

عشق مهنة صناعة الأساس منذ صغره

كان والد «الدكتور شهير» يعمل أيضًا في صناعة الأثاث، حيث كان يصنعها بنفسه ولمنزله ولا يبيعها، ومع مرور الوقت، نمى لدى الابن، حب الخشب وصناعة الأثاث، خاصة خشب البحر والسفن، ليعمل 3 سنوات طبيبا وصانع أثاث، قبل أن يقرر ترك الطب نهائيًا، بحسب حديثه: «لما شاركت في معارض وشغلي ظهر وحقق رواج، قررت أسيب الطب وأشتغل في الأثاث والخشب، أنا بصمم لوحدي، معنديش عمال، بجيب الخشب بنفسي وبصمم الحاجات بنفسي».

خشب طرح البحر أغلى أنواع الأثاث

خشب البحر أو السفن، يسمى طرح البحر، وهو خشب مراكب الصيد وله مميزات عديدة، منها أنها أخشاب معمرة وقوية وجميلة، قادمة من إفريقيا لصناعة المراكب، وشكلها غير مستقيم، إذ تحتوي على نتوئات والتواءات، وأيضًا، ها متنوعة، بحسب «شهير»: «تعتبر من أغلى أنواع الأثاث، وكل قطعة بعملها بكون شايفها تحفة فنية».