طلبات كثيرة تطلبها المدارس من أولياء الأمور، بينها ما يعرف بـ«السبلايز» والتي تتعدى أسعارها مئات الجنيهات، مُضافًا إليها تكلفة الزي المدرسي والرياضي والكتب الخارجية، ما يحملهم أعباء إضافية، لذلك خرجت أميرة المغاوري وشقيقتها بفكرة اقتصادية لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، ورفعتا شعار «ليه تشتري جديد لما ممكن تبدل؟».
تبادل الأزياء والشنط والأحذية المدرسية
مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، أنشأتها الشقيقتان أميرة ودعاء المغاوري منذ حوالي عام ونصف، لتبادل الزي المدرسي والكتب الخارجية والمدرسية بين أولياء الأمور في المنصورة، خطرت الفكرة ببالهما خلال فترة تفشي فيروس كورونا في البلاد وتأجيل الدراسة لأكثر من مرة خلال العام، وفق أميرة لـ«»: «وقتها محدش من الطلبة استخدم الكتب لأنّ مكانش فيه دراسة والكتب فضلت جديدة لمدة سنة كاملة وأكتر».
تفكير اقتصادي بادر إلى ذهن الشقيقتان باستغلال هذه الكتب الجديدة التي لم تمسسها الأقلام في تبادل المنفعة بينهم وبين أصدقائهم في بداية الأمر، حتى تحوّل الأمر إلى إنشاء «جروب» وصل عدده الآن إلى حوالي 9 آلاف متابعا: «لقينا ناس كتير عندها كتب جديدة، وبدأت الفكرة توسع فعملت الجروب عشان أستقبل من الناس الحاجات اللي بيعرضوها».
طبيعة الحالة لم تفرّق بين المدارس الخاصة والحكومية وحتى الانترناشيونال، فلم تقتصر فكرة الجروب على مجرد تبادل الكتب المدرسية فقط، بل وصل الأمر إلى الزي المدرسي «اليونيفورم»، والشنط والأحذية المدرسية و«تريننج الـPE» وملابس التايكوندو والكاراتيه وفقا لـ«أميرة»: «كل حاجة ممكن تتخيليها أولياء الأمور بيتبادلوها، حتى حزام الكاراتيه وأدوات الرياضة وبورنس السباحة وبدلة التايكوندو طالما بحالتها بيتم تبادلها أو بيعرضوها للي محتاجها».
تستقبل الشقيقتان، الأزياء والكتب المتاحة للاستبدال أو المعروضة لغير القادرين في المنزل، حتى ازدادت الكمية فقررت «أميرة» أنّ يقتصر العرض على «الجروب» فقط، والتواصل فيما بينهم على القطع المطلوبة: «بعد ما الحاجات كترت عندي في البيت قولت لهم اللي عنده حاجة يصورها وينزل صورتها، بشرط أن كل الأزياء تكون في حالة كويسة والكتب متكونش محلولة أو مكتوب فيها».
توفير الزي المدرسي للمحتاجين
وبخلاف تبادل الزي المدرسي بين أولياء الأمور، توفر بعضًا منهنّ الزي المدرسي والذي أحيانًا ما تكون حالته لا تسمح بالاستخدام اليومي في المدرسة إلى المحتاجين، وفق «المغاوري»: «بشوف اللي ظروفه أصعب وأولى بالحاجات اللي بتيجي دي، سواء مطلقات أو أرامل، وكلنا أخوات ومش عيب نساعد بعض، الفكرة دي بتفكّ كرب ناس كتير».
ترى أميرة المغاوري، أنّ مبادرة الاستبدال أفضل من شراء الزي والكتب الجديدة طالما أنّها جديدة ومتوافرة بكل المقاسات ولجميع الصفوف والأعمار: «أنا كنت بكلم زمايلي بقولهم حرام تشتروا جديد وإحنا عندنا بالفعل حاجات جديدة ونضيفة بدل ما تترمي في الروبابيكيا، حتى بنتي في تانية ثانوي مجبتلهاش كتب السنة دي واعتمدت على الكتب اللي جاتلي من أولياء الأمور».
مشكلة تكررت كثيرًا وتغلّبت عليها الشقيقتان سريعًا في بداية إنشاء الجروب، بعد أن استغل البعض الأزياء المدرسية والكتب وبيعها بمقابل وهو ما يعارض فكرتهما: «كان فيه ناس بتلم الهدوم وتاخدها وتبيعها بس أنا عرفتهم وعملتلهم حظر من الجروب».