حينما كان عمره لا يتخطى العامين، اكتشفت أسرته إعاقته بالشلل النصفى ليصبح قعيدًا منذ طفولته، فكان يتعرض كثيرَا للتنمر في مختلف مراحل حياته التعليمية، ولكن والده وصديقه «خالد» كانا دائمَا وأبدًا حريصين على تحفيزه ليتخطى كل المعوقات التي تواجهه، من أجل إتمام تعليمه وجعله منفتحَا على الحياه، ليخرج من عزلته.
جمعة محمد عبدالحميد، من مواليد محافظة المنوفية، عمره لم يتخطى الـ34 عامَا، تحدى إعاقته ليكون بطلًا للجمهورية في ألعاب القوى ولعبة قذف القرص في أكثر من 10 مناسبات، حيث بدأ مسيرته الرياضية في عام 2010، عقب تخرجه من الجامعة، حين مارس الرياضة في نادي السلام في بنها، بنصيحة من صديقه المقرب «خالد»، والذي كان له الداعم الأكبر في مشواره الرياضي، فهو من أخذه لمدربه الخاص ليعرضه عليه، «لما دخلت النادي لقيت معاقين بيلعبوا رياضة ده خلاني أفرح أكتر»، ليبدأ في ممارسة رياضة رفع الأثقال، واشترك في أول بطولة له في مسيرته، وحقق الميدالية البرونزية، ولكن بعد فترة أدرك أن مقوماته الجسمانية لن تؤهله لممارستها.
توجه الشاب الثلاثيني إلى لعبة قذف القرص، لعلها تكون متوافقة مع إمكانياته، بالاستعانة بمجهودات مدربه الكابتن أحمد سيد، الذي كان أول من شجعه على ممارستها، «تعب معايا جدا عشان يعمل مني بطل»، حسبما قال «جمعة»، في حديثه مع «»، ففي أول مشاركة له في هذه اللعبة حقق الميدالية الذهبية، ثم يحافظ على مستواه ليحصد المركز الأول 5 مرات.
بفضل الرياضة استطاع الشاب الثلاثيني، الخروج عن عالمه المنغلق المعزول، متخطيَا كل العقبات التي كانت تواجهه، ليصبح إنسانا متفائلَا، موضحَا أنه قبل ممارسته للرياضة كان يهرب من الناس ولا يريد التعامل معهم، نظرَا لما وجده من تنمر منذ صغره، قائلَا: «لو جالنا ضيوف كنت بفضل حابس نفسي في أوضتي مش عايز أتعامل مع حد»، ولكنه حاليَا لا يترك مرور يوم من غير تمرين، مؤكدا أن الرياضة ساعدته كثيرَا في التعامل مع الناس والتعرف عليهم.
أمنية «جمعة» الاشتراك في نادي للمعاقين بمحافظة المنوفية، لما يجده سواء هو أو غيره من صعوبات في الانتقال من قويسنا لنادي السلام ببنها، وذلك لعدم قدرته الحركية على السفر يوميَا من بلده لبنها، موجهَا الشكر والتقدير لمجلس إدارة نادي السلام ببنها لاهتمامهم بمتحدي الإعاقة، موضحا أنهم من حين للآخر يقومون بعمل حفلات تكريم وتوزيع شهادات تقديرية عليهم «للإشادة بينا وإنجازاتنا في كل بطولة».