مرض نادر ولد به ليمنعه من ممارسة حياته الطبيعية، حينما اكتشف الأطباء مرضه الوراثي، والذي توفي أخوه الأكبر بسبب إصابته به، ما جعل أهله دائما يعاملونه بشكل خاص، حتى شعر أنه ليس طفلا عاديا ويختلف عن الآخرين.
يقول «جمعة متولي» ابن محافظة الدقهلية، إن أهله أدركوا أن المولود القادم سيكون مصابا بمرض الهيموفيليا «سيولة في الدم»، بعدما توفي ابنهم الأكبر الذي كان يبلغ من العمر 14 عاما، إثر إصابته بالمرض: «أما اتولدت على طول عملولي تحاليل كتير واكتشفوا أني مصاب»، حسب مارواه لـ«»، موضحا أن المصاب بهذا المرض لا يستطيع بذل أي مجهود.
«جمعة»، كان يشعر دائما بشفقة الجميع عليه، خاصة في المعاملة، وهو ما كان يؤثر على نفسيته، ما جعله يتحاشى الاقتراب من الآخرين، قائلا «أنا مكملتش تعليمي بسبب أن أهلي كانوا بيحذروا المدرسين من ضربي دايما ودا كان بيخلي أصحابي يسألوا»، موضحا أن أصدقاءه كانوا يتعاملون معه بشكل خاص، بل أن بعضهم بدأ يبتعد عنه خوفا من أذيته.
العمل في مهنة «كوافير رجالي»، فكرة تمرد بها «جمعة» على حالته، وذلك رغم أن هذا العمل كان يؤثر عليه بسبب المرض، «بسبب الوقفة الكتيرة كنت بتعب واقعد أسبوع نايم مقابل يوم واحد شغل»، لكن ذلك لم يمنعه من المقاومة ومحاربة مرضه، ليحاول دائما حتى شعر بتحسن، لذلك أصر أن يتجه لممارسة رياضة كمال أجسام.
بدأ صاحب الـ23 عاما، يدرب نفسه على رفع الأثقال في مكان صغير أسفل سلم منزلهم، واستمر هكذا حتى انضم لصالة الألعاب الرياضية في قريته، رغم رفض أسرته لما يفعله خوفا عليه، ولكنه أصر على مواصلة مسيرته في اللعب، ليصبح بطلا في عيون الجميع لما قدمه من تحديه لهذا المرض، وأثبت للجميع إصراره وعزيمته على قهر الهيموفيليا.
في نهاية حديثه، يكشف «جمعة»، أمنيته في أن ينشئ مكانا خاصا لتأهيل أصحاب هذا المرض من الناحية النفسية والجسدية، كما أنه يحلم بأن ينضم لبطولة أولمبياد مصر ومنها للعالمية.