حالة اكتئاب عنيفة انتابته، لم يرد الاستمرار في العيش بعد أن فرقه القدر عن حبيبته، الشخصية الوحيدة التي طالما ارتاح معها وكانت تعتني به، ليقدم على الانتحار غرقًا بعد أن أصابه اليأس ولم يعد لديه دافع للاستمرار في الحياة في قصة مأساوية كان بطلها دولفين يدعى «بيتر».
«بيتر» دولفين يبلغ من العمر 6 أعوام، عاش قصة حب مع باحثة تدعى «مارجريت هاو» تبلغ من العمر 23 عامًا خلال رحلة برية استمرت نحو 10 أسابيع، وعندما انتهى المشروع البحثي تم نقل الدولفين إلى مكان آخر، ليعيش بحالة حزن شديدة ثم ينتحر.
قصة حب بين «بيتر» و«مارجريت»
البداية كانت عندما التقت «مارجريت» مع «بيتر» لأول مرة في تجريبة غريبة مولتها وكالة «ناسا» لأبحاث الفضاء، كان الهدف المعلن منها تعليم الدلافين فهم وتقليد الكلام البشري، أما الهدف غير المعلن هو معرفة كيف يمكن للبشر التحدث إلى الفضائيين، بحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية.
وبدأت التجربة في مجمع مغمور بمياه يعرف باسم «The Dolphin House» حيث عاش مارجريت وبيتر معًا لمدة عشرة أسابيع، كانت الباحثة تقضي كل وقتها في مياه البحر مع بيتر.
وكان على الحيوان البحري والباحثة أن يعيشا ويناما ويستحما ويأكلا ويلعبا معًا، لتعليم «بيتر» كيفية التحدث من خلال الأنف، وكانت التجربة بالكامل التي أجريت في الستينيات، تحت إشراف الدكتور جون سي ليلي من مختبر دولفين بوينت، في جزيرة سانت توماس في منطقة البحر الكاريبي بالولايات المتحدة الأمريكية، وتوقع أن يكون الدولفين قادرًا على تقليد الكلام البشري في نحو 10 أو 20 سنة على أقصى تقدير.
ولاحظت «مارجريت» في الأسبوع الرابع من التجربة أن بيتر بدأ يتعلق بها: «كان بيتر مغرمًا تمامًا ويشعر بالغيرة إذا تحدثت إلى البشر الآخرين وحتى فقد الاهتمام باثنين من الدلافين الأخريين، كان ينام بجوار سريري المعلق مباشرة، حتى أنه بدأ في تكوين بعض الأصوات البشرية، لا سيما كلمة كرة».
فراق «بيتر» عن «مارجريت» بعد انتهاء التجربة
وعندما أصبحت العلاقة بين الاثنين أكثر توطدًا نفد تمويل التجربة واضطر الباحثون إلى إغلاق مجمع «The Dolphin House»، وتم نقل «بيتر» على بعد 1000 ميل إلى مختبر آخر أصغر في فلوريدا، وفي غضون أسابيع، مات الدولفين الذي كان يبدو حزينًا بسبب فراقه عن حبيبته «مارجريت»، حيث وصف طبيب «بيتر» البيطري، بأن الدولفين وقع في حب بجنون لمارجريت.
انتحار بيتر حزنًا على فراق حبيبته
وكان «بيتر» يبدو محطمًا بشدة، ورفض التنفس ثم غطس في قاع المياه لينفق بعدها في أغرب وأول واقعة انتحار لدولفين بسبب البشر، وفي حين أن الاختبار لم ينجح في جعل الدولفين يتعلم اللغة الإنجليزية، إلا أنه قدم نظرة ثاقبة للمشاعر القوية التي تمتلكها الحيوانات.