تعشق الشموع منذ صغرها ففكرت في صناعة ترضى شغفها وتفيد من حولها، إذ استطاعت «جهاد» تصنيع الشموع من منتجات طبيعية صديقة للبيئة، بعد أن توصلت إلى العطور المستخلصة من البترول تسبب السرطان.
جهاد وائل، طالبة بطب الأسنان جامعة طنطا، بدأت تنفيذ فكرتها بالبحث عن المواد التي تصنع منها الشموع دون حدوث مخاطر على صحة الإنسان، حتى وجدت البديل الأفضل وهي الشموع المصنوعة من مشتقات نباتية.
وخلال رحلة البحث عن منتجات التصنيع الآمنة، وجدت «جهاد» أن أسعارها مرتفعة، لذا قررت أن تصنع بنفسها شموع طبيعية من منتجات صديقة للبيئة، وبسعر أقل ورائحة حلوة.
فكرة الشموع صديقة البيئة
«أنا مش بعمل حاجة علشان أكسب منها فلوس على قد ما أنا بعملها علشان أوعي الناس»، هكذا بدأت صاحبة المشروع خلال حديثها لـ«»، معبرة أن الشموع غير الطبيعية رخيصة ولكنها مضرة، وتسبب ضررا للبيئة.
لم تعتمد الطالبة الجامعية في مشروعها سوى على صديقتها «ميريهان»، إذ صنعت الشموع من خامات طبيعية مشتقة من نباتات مثل شموع «الصويا، النخيل، العسل»، والزيوت العطرية، وحاولت تقليل استخدام الخامات المضرة بالبيئة، فتستبدل استخدام الورق والبلاستيك في العلب التي تصب فيها الشموع بالخشب والزجاج الصديق للبيئة، والذي يمكن إعادة تدويره.
صعوبات واجهت «جهاد»
«لما كنت بسأل مصنعين الشموع في مصر معظهم يقول خدي الخامات وجربي أنتي».. لم يكن لدى الفتاة العشرينية مرجع أساسي تعتمد عليه بل كانت تتعلم من قراءة المقالات ومشاهدة مقاطع الفيديو.
واعتمدت على التجربة في وضع نسب الخامات حتى وصلت إلى القوام والجودة المناسبة، ولمحاولة تجنب استخدام العطور كانت تبحث في خواص كل مادة، إذا كانت مشتقة من نباتات صحية تضمها لخامتها.
هل الشمع الطبيعي له أضرار؟
احتراق الشمع الطبيعي نظيف وغير ضار للبيئة، ومدة بقاؤه أطول من الشموع المعطرة التي تصنع من مواد كميائية سامة تسبب ضررا في الدماغ والرئة، بحسب «جهاد» مشبهة تلك النوعية من الشموع بدخان المصانع المضر واحتراق الكربون ولكن برائحة حلوة، ومع ذلك ضررها أشد من رائحتها الحلوة، بينما الشموع الطبيعية رائحتها حلوة وبزيوت عطرية مريحة للأعصاب، لا تضر الإنسان ولا البيئة: «لو كل واحد قال معلش دي شمعة بسيطة بالتراكم تسبب كوارث طبيعية وإحنا لازم نتفادى أي حاجة ممكن تضر البيئة».
الفرق بين الشمع الطبيعى وغير الطبيعي في الملمس، حسبما أوضحت «جهاد»، فالشمع الطبيعي يكون ملمسه ناعم، ولكن بسبب محاولات تقليده أصبح من الصعب تفرقته عن غيره، وأصبح الفرق الأساسي هو السعر.