على رصيف أحد شوارع حي الزمالك بمحافظة القاهرة، بجانب حديقة الزهرية، جسم معدنية يمر عليها الملايين باستمرار، دون أن تلفت أنظارهم، يعتبرها البعض ماكينة مياه، والبعض الآخر سلة قمامة أو جهاز لتوزيع المياه إلى الحدائق، لكنها بمرور الأيام أصبحت لا تثير فضول المارة، ولا حتى يسألوا عن طبيعتها، إذ عفا عليها الزمن، وأصبحت قديمة يكسوها التراب، لكن ما هذا الجسم.
جهاز عتيق لقياس ضغط الغاز بالزمالك
«بارومتر»، كلمة مكتوبة أعلى الجسم المعدني بجوار حديقة الزهرية، وأسفله «بلدية القاهرة»، إذ اتضح أنها جهاز يسمى «بارومتر»، وبحسب حديث مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والأثار لـ«»، فإن الجهاز يعود لعهد الخديوي إسماعيل، ووظيفته قياس ضغط الغاز في الهواء، مثل عداد الغاز الطبيعي الموجود في المنازل.
يحكي الخبير الأثري: «كانت القاهرة تضاء زمان بغاز اسمه غاز الاستصباح، الجهاز ده بيقيس ضغط الغاز، لكن خلاص الغاز فقد قيمته، الغاز نفسه خلاص»، وغاز الاستصباح، أو غاز الفحم، هو وقود غازي كان يستخدم قديمًا، ويصل إلى البيوت عن طريق شبكات الغاز للتغذية المنزلية.
انتشار جهاز البارومتر بالمناطق الراقية
جهاز البارومتر، عبارة عن قطعة معدنية دائرية، بداخلها مقياس أنبوب بوردون، وهو مقياس لقياس الضغط، ويصنع الجهاز بالكامل من النحاس، ويوجد في المناطق الراقية في مصر، التي لم تتغير معالمها كثيرًا عن الماضي، مثل حي المعادي وحي الزمالك.
قيمته تشبه هاتف التليفون الأرضي
يعد هذا الجهاز قطعة فنية عتيقة وقديمة، استخدمها المصريون في ثلاثينيات القرن الماضي، وكانت مصر من أوائل الدول التي استخدمته، بحسب الدكتور مجدي شاكر: «الجهاز ده لا يعتبر آثار، ده زي عِدة التليفون الأرضي، أو أي جهاز قديم».