| «جودة» غير ملامحه بالميكب لمشرد وخاض التجربة: حبيت أشوف المجتمع بيتعامل إزاي

بملابس بالية متسخة ومليئة بالثقوب ووجه أخفى الغبار تجاعيده، وشعر كبير تشابكت خِصاله بالخيوط، وحبات الرمل من قلة غسله، تلك هي الحالة التي عليها الشاب الثلاثيني الذي يسير بين الشوارع طالبًا المساعدة، يهرب من رؤيته البعض، ويواجه مضايقات كثيرًا، ويجد يد العون من آخرين يقدمون له الطعام ويساعدوه، ليتفاجأ بعد ذلك المواطنون بأنه شاب واعٍ ليس مشردًا، وإنما هى تمثيلية قرر خوضها بنفسه لهدفين في خاطره.

تجربة لموهبة التمثيل في اختبار شارع 

موهبة جودة رياض، في التمثيل كانت تحتاج إلى اختبار حقيقي بين جمهور لا يعرف حقيقة العرض؛ لرؤية رد الفعل الحقيقي، وهو ما دفع الشاب الذي عمل 16 عامًا ممثلا بالمسرح، وشارك في 15 فيلما قصيرا و48 مهرجانا عالميا، إلى تلك التجربة مستغلا موهبته في «الميك أب»، وغير ملامحه إلى مُشرد، ونزل الشارع بين المارة يبدأ التجربة.

«جودة»: «حبيت أشوف المجتمع بيتعامل معاهم إزاي»

اختبار قدرة الشاب صاحب الـ32 عامًا كممثل ليست الدافع الوحيد لتجربة تحويله إلى مشرد بالشارع، إلا أن هناك سببا ودافعا أكبر بحسب حديثه لـ«»: «كنت عايز أشوف المجتمع بيتعامل معاهم إزاي»، مضيفًا أنه تعرض لبعض المضايقات والتعامل العنيف من عدد بسيط من الشباب الصغير، بينما في المقابل لاقى الاحتضان من عدد أكبر، وعرض عليه الكثيرين المساعدة المادية وبالطعام والشراب: «وناس سألتني لو بشرب سجاير وعزموا عليا». 

وبمساعدة صديقه المصور على الجانب الآخر من الطريق وثق الفنان الشاب لحظات تواجده بين المارة بالشوارع، وتعاملهم معه، في تجربة كانت مختلفة بالنسبة له، وخرج منها بأكثر من فائدة أهمها بالنسبة له قدرته على أن يجسد شخصية أخرى بتلقائية وببراعة.  

أحلام الممثل الشاب

وعلى الرغم من رؤية «جودة» لصعوبة حياة المشردين، إلا أن ما أسعده تعامل الكثيرين بلطف معهم، وكذلك أنه لم يكتشف أحد أمره، وأكد لنفسه قوة موهبته التمثيلية، التي بدأت معه منذ المرحلة الابتدائية، متمنيًا أن يصل بموهبته إلى أبعد الحدود: «أحلامي مالهاش آخر وبحلم أحقق حاجات محدش عملها قبلي».