عندما كان طفلًا في العاشرة من عمره، أُصيب بمرض السرطان. لم يكن مدركًا وقتها لحقيقة المرض ومدى الألم البدني والنفسي الذي يسببه المرض الخبيث، حتى بدأ الألم يتسلل إلى جسده، ليشعر بأنه طفل غير عادي، ولا يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي، لكن بعد سنوات من المعاناة، نجح في محاربة المرض اللعين، وأصبحت قصة تعافيه مثالا يُحتذى بها في خطط التعافي من السرطان.
الشاب اللبناني جوزيف ديب، يستعرض قصة تغلبه على السرطان، ضمن القصص الإيجابية التي نجح أصحابها في التغلب على المرض، وكيف ساعده الدكتور بيتر نون، أخصائي أمراض الدم والأورام للأطفال، ومؤسس جمعية Kids First التي دعمت أطفال مرضى السرطان، وفقا لجريدة «النهار» اللبنانية.
حكاية «جوزيف» ومرض السرطان
يحكي جوزيف، عن بداية تسلل المرض إلى جسده قائلا: «في البداية كنت أشعر بآلام حادة في البطن والمعدة، وكانت درجة حرارتي مرتفعة دائما، فذهبت إلى الطبيب ولم يفلح في تشخيص الحالة، ومن طبيب إلى آخر وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين إصابتي بالسرطان».
ويتذكر جوزيف، كيف أدرك وهو طفل، حديث والديه عن العلاج المكلف، وكيف لجأ إلى مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام لطلب التبرعات لعلاجه: «كانت العلاجات مكلفة جدا وأهلي غير قادرون على تغطيتها، والسفير السويسري وقتها وزوجته، كانوا من الذين تبرعوا لتغطية نفقت علاجي».
جمعية لعلاج مرضى السرطان تنقذ جوزيف
وفي هذا الوقت، تأسست جمعية «Kids First Association» لدعم الأطفال المصابين بالسرطان، واستفاد منها جوزيف بشكل مباشر، وبدأ رحلة العلاج التي يصفها بالصعبة: «مازلت أتذكر بشكل خاص الآثار الجانبية للعلاج الأسبوعي، وحقنة الظهر الشهرية، ألم شديد كان صعبا على طفل في مثل سني، لكنني تحليت بالقوة بدعم أهلي وأصدقائي الذين التفوا حولي وساندوني في رحلة العلاج حتى تعافيت من المرض وتزوجت وأنجبت طفلا».
رحلة السرطان غيرت شخصية جوزيف
ورغم أنها رحلة صعبة، فإنها غيرت كثيرًا في شخصية جوزيف، فقد أصبح قويًا وأكثر تحملا للآلم والصعاب التي تواجهه بشكل عام: «انطلاقا من هذه التجربة أصبحت أُقدم الدعم للأطفال مرضى السرطان، الذين مروا بنفس التجربة، أصبحت أنقل رسالة أمل لكل من يمر بتجربة المرض، وهي أن يتحلى بالأمل والشجاعة وحب الحياة».