تقف عرباته فى صف منتظم على كوبرى قصر النيل، كل سائق ينتظر دوره المحدّد، ليقوم برحلة ذات مذاق فريد تجوب الكورنيش ذهاباً وإياباً، وتجلب السعادة على الزبائن والرزق للسائقين، بعد فترة غياب، لم يكن لعربات الحنطور وجود فى منطقة التحرير ووسط البلد.
يحكى محمود حجازى، 31 عاماً، عن علاقته بالحنطور منذ ما يقرب من 20 عامًا حتى الآن: «من صُغرى شغال عليه، بنفسّح المصريين أو الأجانب، وبنكسب كويس، اختفينا شوية، لأنه كان ممنوع أمنياً نقف على كوبرى قصر النيل، لكن دلوقتى رجعنا نمارس الشغلانة عادى بالرّخص المطلوبة، وفى الفترة اللى الحنطور اتمنع فيها كنت شغّال فى مغسلة عربيات، لكن بعد ما رجع بقيت أشتغل عليه تانى، هو مش بتاعى، أنا ليا فيه التلت، يعنى لو طلعنا فى اليوم بـ300 جنيه، باخد 100، وصاحب الحنطور ياخد 200، وهو متكفل بأكل الحصان ومصاريفه».
سائقو الحنطور: الجولة تنطلق من بداية الكوبرى
وعن برنامج الرحلة التى يقوم بها «محمود»، يروى: «الحنطور بيطلع من أول كوبرى قصر النيل ويعدى على الفنادق الشهيرة والمتحف المصرى ويلف من ميدان التحرير ويطلع على كوبرى قصر النيل تانى لحد ما يوصل الموقف، الرحلة طويلة وحلوة، بتخليك تتفرج على أجمل أماكن فى وسط البلد، الرحلة بـ150 جنيه».
يحكى أحمد مكى، 18 عاماً، عن عمره الذى قضاه رفيقاً للحنطور، ليتّخذه هواية وليس مهنة فقط: «بقالى 8 سنين شغال على حنطور، مش أى حد يعرف يركب حنطور، لو الزبون معاه فلوس ممكن آخده لفة طويلة لحد الدقى بـ400 جنيه، لكن لو على قده ممكن يتفسح بـ200 جنيه، أنا شغال عليه بنظام التلت، وبنفرح برحلات الأجانب، خصوصاً أهالى الخليج، لأنهم بيحبوا يتفسّحوا بالحنطور، وبيدفعوا كويس، وبرضه بنعرف نعمل شغل حلو فى المناسبات، يعنى أنا فى العيد اللى فات عملت 3 آلاف جنيه أول يوم، وألفين تانى يوم».
علاقة خاصة تربط «أحمد» والحصان، فيتّخذه صديقاً مقرّباً، يصطحبه فى معظم خروجاته: «باخليه يرقص وهو ماشى، ويسلم عليّا ونخرج سوا، يعنى مش منتظر حد من أصحابى يقول لى يلّا ننزل علشان أعرف أتفسح، أكتر حاجة بتضايقنى لما أشوف حد بيتعامل مع الأحصنة بالضرب، يعنى لو الحصان وقف شوية ولّا مشى بطىء يضربه، بيصعب عليا، عالم الخيل عموماً مش أى حد ينفع يتعامل معاه، والعنف بيخلى كرامة الحصان تصعب عليه، فلازم اللى يركبه يكون خيّال فعلاً».