داخل شقة صغيرة يمتلكها أحدهم، قرر ثلاثة حرفيين تحويلها إلى صالة «جيم» باستخدام أدوات بدائية وبعض الخردة، مثل أنابيب البوتاجاز ومواسير السباكة والمياه القديمة وصفائح السمنة، وعدد من الأجهزة الكهربائية التالفة مثل ثلاجة تعطل موتورها وسخان مياه توقف عن العمل، وغيرها من الأدوات التي ابتكروا منها أجهزة تناسب كافة عضلات الجسم.
«جيم» من الخردة
فكرة تحمّس لها محمد جعفر، 40 عاما، يعمل بمحل ملابس، شجّعه اثنان من أصدقائه وقرر تخصيص شقته لعمل صالة رياضية للتمرين بداخلها وأطلق عليها اسم «جيم الغلابة»، وذلك بعد أن فوجئ بارتفاع أسعار الاشتراكات الشهرية التي تفوق قدرته المادية: «لقيت فيه ناس بتطلب 500 و600 جنيه في الشهر، والواحد يادوب بيوفر 200 جنيه يجيب بيهم أكل لأولاده ويكفّى بيته»، ومن هنا قرر البحث عن أدوات بسيطة غير مكلفة لتكوين الأجهزة التي يحتاجونها وفي نفس الوقت تكون آمنة على أجسادهم: «كان عندى شقة فاضية على قدنا، جبنا مواسير حديد 2 بوصة وعلب وصفايح سمنة وعملت كتل خرسانية جواها وبقت أتقل وأفضل من الحديد».
«جيم» بتكلفة 2500 جنيه
يشير ابن مدينة المحلة الكبرى، التابعة لمحافظة الغربية، إلى أنه صمم جهازا للعقلة بأربع زوايا لمنطقة الظهر والأكتاف والذراع واليد، والجهاز المتوازي من المواسير: «بيشغل الجزء اللي فوق كله من الجسم، وعملنا جهاز ضغط بجميع الزوايا برضه وكله ماكلفناش غير 120 جنيه بس» بحسب «جعفر»، مؤكدا أن تكلفة «الجيم» بأكمله لم تتخط الـ2500 جنيه: «وأجهزتنا بتدى قوة وطاقة تحمل مش بس عضلات وشكل خارجي، وناس كتيرة تواصلت معانا عشان تشترك، بس لسه بندرس الموضوع قبل ما نفتحه للناس».
يشاركه الفكرة إسماعيل رمضان، 32 عاما، يعمل خياط شنط، مؤكدا أنه يمتلك خبرة في مجال التمارين الرياضية، مما ساعده في تنفيذ الأجهزة بالشكل المطلوب والآمن على عضلات الجسم بأكمله، وضبط الزوايا والأوزان: «الحمد لله عندي خلفية عن اللعب، وقررنا نجيب الأنابيب الفاضية بعد ما الغاز دخل البيوت والأهالي مابقتش تستخدمها وحطيناها جوه المواسير.. وبدأنا نتمرن بيها بجميع الأوضاع اللي تناسب كل عضلة».
تجهيز الجيم في ثلاثة أشهر
على مدار 3 أشهر بدأ الثلاثي «جعفر وإسماعيل وعلاء» في تجهيز صالة الجيم الخاصة بهم، واتفقوا على الأدوات وعدد الأجهزة: «بدأنا نجيب مواسير الميّه وعلب السمنة والبوية وشكلناها بلحام كهربا، وعملنا جهاز العقلة والمتوازي وجيرانا وأصحابنا منبهرين بالفكرة»، مشيرا إلى أنهم استعانوا بقطع خشب أيضا ورمل وزلط لعمل كتل خرسانة تعادل تمبل الجيم.
يقول إنهم اتفقوا على الانتهاء من أشغالهم يوميا والذهاب لصالتهم الخاصة لمواصلة تمارينهم التي صنعت فارقا في شكل أجسادهم وجعلتهم أكثر قوة بحسب وصفه: «الأدوات دي كان بيستخدمها اللعيبة زمان زي الشحات مبروك ودي اللي كانت بتخليه قوي، إنما الأجهزة الحديثة فبتدي شكل وبس، وكلنا متدربين عليها كويس ومافيهاش أي ضرر على جسمنا».