| «جين» تجاوزت فقدان البصر بالعزف على «الأورج»: حفظت أماكن المفاتيح

لم تعد قادرة على رؤية الحياة مؤخرًا نتيجة إصابتها بمرض يضعف نظرها ثم حولها إلى مرحلة فقدان البصر بشكل تدريجي، فلم تجد «جين نبيل» 24 سنة، سوى الموسيقى وسيلة لها للهروب من الظلام، فبدأت في تعلم العزف على «الأورج» وتحفظ مفاتيحه، تداعب أناملها تلك الأصابع البيضاء في الآلة الموسيقية لتستطيع إخراج ألحان مميزة، وهو ما استطاعت فعله خلال مشاركتها في مهرجان الكرازة الذي احتضنه بيت أسقفية الشباب منذ أيام قليلة.

«أنا مولودة عندي ضعف النظر كعيب خلقي، يعني بتولد بنظر طبيعي ومع الوقت بيضعف لحد ما يروح خالص»، بتلك الكلمات عبرت الفتاة العشرينية خريجة كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية بجامعة المنصورة، عن معاناتها مع هذا المرض الذي اقتحم حياتها كضيف غير مرغوب فيه، أصبح يأكل من بصرها رويداً رويداً حتى تلاشى تمامًا وهي لم تكمل ربع قرن من حياتها بعد.

بداية تجاوز المرض 

أصيبت ابنة المنصور باكتئاب لفترة، في ظل مخاوفها من كيفية مقابلة الناس دون القدرة على رؤيتهم: «الموضوع كان صعب جدًا وإزاي أقول للناس كده، لحد ما بدأت أتجاوز ده من 3 سنين».

التعايش مع حالتها بدأ خلال مرحلتها الجامعية، حيث بدأت في التقديم على لجان خاصة للامتحانات: «بدأت اقتنع أن خوفي من مواجهة الناس ده هيضيع عمري، وإني لازم أتجاوز كل ده عشان أعرف أعيش».

تعلم العزف على الأورج 

وأضافت «نبيل» لـ«»، أن أولى خطوات التعايش مع وضعها الجديد، بدأت من تعلم العزف على «الأورج» عبر دورات تدريبية منذ 5 أشهر، أهلتها لخوض مسابقات مهرجان الكرازة المرقسية للكنائس القبطية الأرثوذكسية على مستوى مصر، التي خاضت اختبارها أمام لجنة التحكيم في الإسكندرية.

وأشارت إلى أنها على بداية طريق تعلم الفن الموسيقي، حيث حفظت أماكن مفاتيح الأورج، وبدأت تعزف المقطوعات الموسيقية كي تكون قادرة على فعل شيئًا مميزًا حتى وإن فقدت أهم ميزة في الحياة وهي «البصر».