في الساعات الأولى من الصباح، تسارع الحجاج إلى جبل عرفات فاليوم أهم أيام موسم الحج وأكثرهم انتظارا من قبل الحجيج، يوم الوقوف على جبل الرحمة في يوم لا تُرد فيه الدعوات، وسط هذه الأجواء برزت المواقف الإنسانية التي خرجت من الأمن والحجاج هناك لمساعدة كبار السن والمرضى في صعود الجبل، مثل حاج يشد كرسيا متحركا يجلس عليه شخص آخر ليصعد به سلم الجبل، إلى هنا يبدو الموقف عاديا، لكن الأمر غير العادي، أن من يساعد هو بالأصل معاق بقدم واحدة ويعيش بطرف صناعي.
حاج بطرف صناعي يساعد آخر قعيد
مشهد مدهش وعظيم شهده جبل عرفات بالسعوية صباح اليوم، «أبو مشعل» السوري الذي بترت ساقه منذ زمن ويعيش بطرف صناعي، قرر مساعدة حاج آخر لا يعرفه، فقط جعتهما الإعاقة وحب الخير وقضاء الفريضة في هذه المكان المبارك.
يحكي الحاج القعيد عن كرم أخلاق «أبو مشعل» معه، إذ إنّه لم يطلب منه أن يساعده، لكنه من تلقاء نفسه توجه نحوه وحمل كرسيه وظل يصعد بع درجة تلو الأخرى؛ ليوقفه على جبل عرفات كما تمنى، وحينما نظر إلى قدمه وجدها مبتورة وطرف صناعي، وفقا لما نقلته القناة العربية.
موقف إنساني على جبل عرفات
يقول الحاج «أبو مشعل»، إنه لم يفعل شيئا فقط ما أمره به الله والدين الإسلامي، وهو مساعدة الغير، فهناك العديد من المصابين نحو 500 شخصا رآهم في الحرم، وآلاف مثله يفعلون ما يفعل، وإن قدمه المبتورة لن تمنعه أبدا من فعل الخير.
بينما يتلقط الحاج القعيد أطراف الحديث منه قائلًا: «اخلاق عالية منه وهو مبتور القدم أن يتكبل عناء الحمل والصعود بي، رغم أنه يعيش بطرف صناعي ويستحق المساعدة، لكن حينما رأى أني مبيتور القدمين وقعيد أبى إلا أن أصعد معه إلى عرفات».