ساعات طويلة قضاها الحاج اليمني قاسم يحيى البالغ من العمر 72 عاما من ذوي الهمم، بين الدموع والتلبية، خروجا من اليمن وصولا إلى الكعبة الشريفة في مكة المكرمة، لتنهال دموع فرحه عند رؤيته الكعبة، إذ لم يصدق أنه وصل إلى العاصمة المقدسة لبدء أجمل رحلة في العمر: «عند رؤيتي للكعبة المشرفة بكيت، فهي الرحلة التي تمنيتها في عمري، وتمنيت أن أختم حياتي بها».
فرحة الحاج اليمني بوصوله إلى الكعبة
«كل الألسن هنا تلهج بالدعاء، والحمدلله أنني وصلت إلى الكعبة، كنت غير مصدق أنني أصل بعد رحلة طويلة، لكن دخولي للمنفذ الحدودي بالوديعة، وتيسير الوصول إلى البلاد الطاهرة لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام، جعلني في غاية السعادة».. كلمات عبر بها الحاج اليمني من ذوي الهمم عن سعادته بوصوله إلى الكعبة المشرفة، بحسب حديثه لـ«»: «مكنتش مصدق، والتسهيلات اللي عملوها لذوي الهمم، جعلتنا نشعر أننا ضيعنا عمرنا هباءً دون الاستمتاع بجمال الكعبة والمسجد الحرام».
لم يكن يتوقع الحاج اليمني أنه سيؤدي الفريضة لأول مرة في حياته في سهولة ويسر، لكنه تفاجأ بتسهيلات كبيرة تقدمها السلطات السعودية لضيوف الرحمن، بحسب تعبيره: «أديت طواف القدوم في سهولة ويسر، وهناك عربات خاصة لذوي الهمم، فضلا عن تعاون الحجاج وخدمة رجال الأمن لكبار السن وذوي الهمم، تعرضت لبتر في إحدى قدماي وذراعي، وقلت لم استطع أداء مناسك الحج، لكن شعور الطمأنينة انتابني منذ لحظة وصولي إلى البقعة الطاهرة والحمدلله».
مشقة السفر لأداء مناسك الحج
من بين 11699 حاجا يمنيا، فّضل قاسم يحيى السفر من اليمن إلى السعودية برا، عبر منفذ الوديعة رغم إعاقته، ليكون ثوابه عظيما، وليدرب نفسه على رحلة الحج الشاقة، بحسب وصفه: «فضلت السفر برا لأختبر نفسي في تحمل مناسك الحج ومشقته، ولعدم التعرض لأي طارئ قد يعيق رحلة العمر بالنسبة لي، وعندما وصلت لقيت استقبالا حافلا من السلطات السعودية، وسّهل لي الجميع الدخول ضمن الحملة وتأدية طواف القدوم».
أجواء روحانية عاشها الحاج اليمني منذ وصوله إلى المسجد الحرام: «عشت أجواء طيبة ملأها الحب والسكينة والطمأنينة، قرأت القرآن وشربت ماء زمزم، وحدثت الله عما في قلبي، وأتمنى من الله تأدية الفريضة والعودة لبلدي سالما».